تمتع بنبرة صوت قوية، وبطريقة معبرة ذات طابع مميز في الأداء، عشق التمثيل وانضم لإحدى فرق الهواة وقام بأداء منفرد في دور “شقاء الابناء” إنه الفنان “عباس فارس”.
لا يعرف أحد على وجه الدقة، تاريخ الميلاد الحقيقي للراحل عباس فارس، البعض يشير إنه ولد في 22 أبريل، والبعض يذهب إلى كونه من مواليد 16 يناير، وإن كان الأرجح وفقا لأرشيف الصحافة المصرية فالفنان الكبير من مواليد 22 أبريل، لكن المتفق عليه أن الفنان الراحل توفي في 13 فبراير 1978.
كان عباس واحدا من رواد المسرح والسينما، حيث شارك وهو صبي في إحدى فرق الهواة، ثم جاءت مرحلة الاحتراف، لينضم إلى فرقة جورج أبيض المسرحية، والذي أسند إليه عدة أدوار في مسرحيات “ماكبث” و”عطيل” و”اوديب ملكا”، ثم تنقل بعد ذلك بين فرق مسرحية أخرى منها فرقة الريحاني.
شارك في “أوبريت العشرة الطيبة” من تلحين سيد درويش ،ثم عمل بفرقة عكاشة وفرقة مصر ثم الفرقة القومية عام 1935، حيث تألق في العديد من الأعمال المسرحية منها “30 يوم في السجن” و”لو كنت حليوة” و”جان دارك”.
كانت بدايته السينمائية، في عام 1939 من خلال في فيلم «بنت الليل» مع عزيزة أمير، كما شارك في كثير من الأفلام التاريخية والدينية ومن أفلامه «العزيمة» و«البؤساء» و«العيش والملح» و«ليلة غرام»، وكان أشهر أدواره، رئيس الدائرة في فيلم «أبو حلموس» مع نجيب الريحاني، والشيخ العز بن عبدالسلام في فيلم «وا إسلاماه» و«العيش والملح» و«حسن ومرقص وكوهين».
نساء في حياة عباس فارس
سافر عباس فارس إلى بريطانيا لمدة 6 أشهر، وهناك قابل امراة بريطانية أحبها وولع بجمالها وإخلاصها، كما أنها أحبته وبادلته نفس المشاعر، بل وتمنته زوجا وشريكا لحياتها، وعندما طلب منها أن تعتنق الإسلام كشرط لزواجه منها وافقت على الفور وأشهرت إسلامها، وحين ماتت شريكة عمره التي أنجبت له ابنه جمال فارس، تزوّج شقيقتها التي اعتنقت الإسلام أيضًا، وأنجبت له ابنه الثاني (إسلام) وظلت معه إلى أن رحل.
وكعادة الآباء يحلمون دائما بأن يورثوا مجدهم وشهرتهم لأقرب الناس اليهم، فقد ساعد عباس فارس نجله جمال علي الانخراط في المجال الفني، ودعم للاشتراك في عدة أعمال فنية، إلا أن جمال لم يثبت نجاحه، ولم يلق قبولا وهو ما شعر به منذ أن أقدم على آخر أفلامه (فجر) عام 1955.
قصة حب جمال فارس
التقى جمال بالفنان رشدي أباظة في كواليس أحد الأفلام، وصارت بينهما صداقة قوية وبرغم ابتعاد جمال عن السينما، إلا أن علاقته بالدنجوان لم تنقطع وظل ملازما ولصيقا له في كل تحركاته في مصر وحتى خارجها.
وفي أواخر عام 1960 ارتبط جمال بعلاقة عاطفية مع(باربارا) زوجة أباظة وقتها، وعندما علم الدنجوان بذلك قرر أن يطلقها، وذهب بعد ذلك إلى صديقه جمال، وقال له إنه كان علي علم بكل ما يدور، وأنه قرر أن ينهي الموقف بعقل وحكمة، وانتهى الأمر بزواج جمال من (باربارا) وسافرا معا إلى بريطانيا وعاشا في لندن، حيث أسسا شركة للإعلانات حتى وافته المنية عام 1983.
فيلم أمريكي
شارك فارس في الفيلم الأمريكي الشهير “Egypt by three” في دور “الشيخ”، ومن إخراج فيكتور ساتلوف، وقام بدور راوي الفيلم الفنان الشهير جوزيف كوتين، وشارك مع فارس الفنان حسن البارودي والفنان محمود المليجي.
وقدم فارس 150 عملاً بين السينما والتليفزيون والمسرح، وكان آخر أعماله الفنية في عام 1973، حين شارك بدور “زكى سليم، مرسى أبودومة” في فيلم “العنيد” من بطولة فريد شوقي وإخراج حسن الصيفي.
رحيل عباس فارس
ظل 5 سنوات دون أي عمل، وقتها تخصص في الدعوة إلى الله، وكان يذهب إلى المقاهي والنوادي يدعو الناس إلى الدين الإسلامي، كان عباس فارس متصوفًا، لا يترك المصحف إلا أمام الكاميرا فقط.
وعانى في آواخر أيامه من الوحدة والتجاهل إلي أن رحل وحيداً في منزله بالعباسية عام 1978، قبل 5 سنوات من وفاة نجله جمال.