قدمت العديد من الأدوار الرومانسية في السينما، خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ومنها السبع بنات، البنات والصيف، وتميزت بتلقائية أداءها، ولعبت دور البطولة المطلقة في عدد كبير من أفلامها، ولقبت بشقراء السينما، وكان الأحب والأقرب لقلبها، وأبدعت في دور البنت الهادئة الجميلة، حققت نجاحات كبيرة، على مستوى الدراما والسينما، هي الفنانة زيزي البدراوي.
تعرضت زيزي، عام 1960 لانتقادات واسعة من الجمهور، بسبب تجسيدها دورًا في إحدى 3 قصص تضمنها فيلم “البنات والصيف” مع سعاد حسني وعبدالحليم حافظ، وهو الدور الذي أصابها بـ”لعنة” عبدالحليم حافظ، كما أسمتها الصحافة وقتها، نظرا لأنها جسدت في الفيلم شخصية الفتاة التي ترفض حب عبدالحليم لها لتطلعاتها الطبقية، والتي روت تفاصيله خلال لقاء قديم لها في برنامج”ذكريات وحكايات”، تقديم الإعلامية عزة الأتربي.
قصتها مع العندليب عبدالحليم حافظ
لم يغفر جمهور العندليب، تطلعات زيزي البدراوي الطبقية، حتى لو كان في إطار الدراما، ما أدى لانخفاض أسهمها في السينما، وأكدت في أكثر من لقاء أن جماهيرية عبدالحليم حافظ، كانت سببًا في تأخير نجاح مشوارها الفني.
وقالت أثناء استضافتها في برنامج” ذكريات وحكايات”، والذي تقدمه الإعلامية عزة الأتربي، “كنت الشخصية المنفتحة، وعبدالحليم طالع بيتكسف، وأنا كبنوتة عايزة اللي يقولي كلمة حب، وهو مكسوف، ولكن أنا لم أكن كذلك “أنا كنت بجحة”.
وتابعت خلال اللقاء، “البنات والصيف نجح وأنا اتركنت جنبه 3 سنين، اختارني عبدالحليم حافظ، مضيت العقد في شقته وأنا قاعدة ابتديت احس بإحتقان ووشي احمر، وعمري ما كنت بحس بأعراض اللوز، قعدت 4 أيام اخد مضاد حيوي مرحش، طلع عندي مرض الديفتيريا، وقعدت شهرين في البيت وعبدالحليم قالي هستناكي”.
وأشارت زيزي البدراوي، أن فيلم “البنات والصيف”، أفسد حياتها الفنية لفترة ما، “كان كارثة في حياتي الفنية، البنات كانت تقابلني في الشارع تقولي كنا بنحبك اوي ازاي تسيبي عبدالحليم وتروحي لغيره”.
لم تلق الفنانة الهجوم من محبوبات عبدالحليم وحسب، بل امتد لأعين الصحافة، قائلةً:”الصحافة هاجمتني وبخاصة الاستاذ أحمد حمروش كتب وقال دمها تقيل ووشها مفيهوش تعبير، مين دي زيزي البدراوي اللي يحبها عبدالحليم حافظ، كان نقد غريب”.
وأضافت زيزي، أن العندليب ذكر خلال مذكراته، قصة ظلمها، والهجوم التي تعرضت له، قائلةً:” كتب عبدالحليم في مذكراته، وقال زيزي اتظلمت في الفيلم ده”.
يذكر أن في التاسع من يونيو 1944 ولدت فدوى جميل عبد الله البيطار في مصر، وهي طفلة تقدمت لمسابقة للرقص الشرقي في عمر السبع سنوات وفازت بالفعل في المركز الأول، وهذا ما جعلها تبدأ مشوارها من الطفولة، وقد تلقت عروضاً للعمل كراقصة في ملهى ليلي وفنادق لمدة يومين في الأسبوع، لكن والدها رفض ذلك خوفاً على مستقبلها الدراسي، لكن بعد ذلك بثلاث سنوات رُشّحت لتُقدم دوراً صغيراً في فيلم “4 بنات وظابط” أمام أنور وجدي ونعيمة عاكف.
بدأت مشوارها من الطفولة وحسن الإمام اختار اسمها الفني في عام 1957 شاركت زيزي البدراوي بدور صغير في فيلم “بورسعيد” مع المخرج عز الدين ذو الفقار، ولكن يعتبر المخرج حسن الإمام هو من اكتشفها بشكل حقيقي وهو من اختار لها اسم زيزي على اسم ابنته، وقدمها عام 1958 في فيلم عواطف وهو ثاني أفلامها.
وبعده قدمت العديد من البطولات، منها “السبع بنات وشفيقة القبطية والمراهق الكبير واني اتهم ويوم بلا غد وبلا دموع وبين القصرين وكلهم أولادي وسلاسل من حرير وامرأة على الهامش وعريس لأختي وطريق الشيطان والعمر أيام وآخر شقاوة وأرملة والدخيل واذكريني”، واستمرت في نشاطها في فترة التسعينيات، فشاركت في الجزء الثالث لمسلسل “ليالي الحلمية”، كما شاركت في “المال والبنون وبوابة الحلواني ونجمة الجماهير والست أصيلة وسمارة”، وكانت آخر مشاركة لها في عام 2013، من خلال مسلسلي “الركين ونقطة ضعف”.
زيجات زيزي البدراوي
في عام 1966 قابلت زيزي البدراوي المخرج عادل صادق أثناء تصوير فيلم “حبي في القاهرة”، وخلال العمل على الفيلم تبادلا الإعجاب وقد رفضت وقتها أن يقبلها أحد في الفيلم وهذا ما أزعج البطل المطرب أحمد قاسم، لكن عادل صادق أحب الأمر لشعوره تجاهها حتى أنها اعترفت في ما بعد بأن الهدية التي حصلت عليها من عادل صادق ليلة عيد ميلادها كانت قبلة، واتفقا على الزواج الذي لم يستمر طويلاً فأعلنت بعدها بأنها ندمت على هذه الزيجة لأنها لم تفكر جيداً قبل الزواج ولهذا فشلت.
الزيجة الثانية كانت في بداية السبعينيات من توفيق عبد الجليل، والذي كان يعمل محامياً، وقد أحبته كثيراً وكانت تردد اسمه دائماً مع أصدقائها في الحفلات واللقاءات، وفي هذه المرحلة باتت أعمال زيزي البدراوي أقل بكثير حتى أنها كانت تكتفي بعمل أو إثنين فقط وهو ما جعل الطلاق يقع في نهاية عام 1988، ولكنها خلال هذه الفترة لم تنجب أيضاً وقررت عدم الزواج مرة أخرى.
شراهة في التدخين وسرطان الرئة قضى على حياتها
إعترفت زيزي البدراوي بأنها كانت شرهة على التدخين لدرجة صعبة الوصف، حتى أنها كانت تدخن أحياناً حوالى مئة سيجارة في اليوم، مما تسبب في أزماتها الصحية.
وفي عام 2013 وبالتحديد في الثلاثين من ديسمبر نقلت الفنانة زيزي البدراوي لإحدى المستشفيات في المهندسين بعد تعرضها لأزمة صحية، فلقد عانت من سرطان الرئة إلى جانب أمراض القلب وضيق التنفس والشلل الرعاش، ووقتها لم يزرها من زملائها إلا ميرفت أمين ورجاء الجداوي ودلال عبد العزيز ويسرا وإلهام شاهين ونهال عنبر، بينما عانت من تجاهل أغلب الزملاء في الوسط الفني، وخرجت من المستشفى بعدها بشهر في 30 يناير عام 2014 لترحل زيزي البدراوي في اليوم التالي في منزلها، وقد شُيعت جنازتها في 1 فبراير من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وحضر أفراد أسرتها وأصدقاؤها والفنانون بينهم سمير صبري، نيللي كريم، لبلبة، نهال عنبر، رجاء الجداوي، رشوان توفيق، أشرف زكي، وسهير المرشدي فضلاً عن أعضاء مجلس نقابة الممثلين، وأقيم العزاء بدار مناسبات مسجد الحامدية الشاذلية القريب من مسجد مصطفى محمود.