ولدت الفنانة الكبيرة فايزة أحمد الرواس “كروان الشرق” في يوم 5 ديسمبر من عام 1934 في مدينة صيدا اللبنانية، وانتقلت بعد ذلك إلى مدينة حلب السورية مع والدتها التي تطلقت من والدها لتبدأ حياة جديدة.
انطلاقتها الفنية
شهدت مدينة حلب السورية بدايات فايزة الفنية بعد أن تقدمت للاختبار في لبنان ودمشق وتم رفضها، لتنجح في اختبار الالتحاق بإذاعة حلب، وذاع صيتها بعد ذلك حتى طلبتها إذاعة دمشق لتتعاون معها، حيث تدربت على يد الملحن محمد النعامي، وبعدها قدمها الملحن السوري محمد محسن إلى الإذاعة السورية والتي نجحت فيها لتنطلق بعدها إلى مصر في عام 1956.
وبدأت “كروان الشرق” مسيرة الشهرة الفنية في مصر بأغنية “أنا قلبي إليك ميال” التي لحنها الموسيقار الكبير محمد الموجي، ثم أعقبتها أغنية “يامه القمر على الباب” التي دعمت بها نجاحها الفني ولتواصل مسيرتها من نجاح إلى نجاح في عالم الغناء والطرب، وأعقبها أغاني “تمر حنة” و”بيت العز” و”حيران” و”ليه يا قلبي ليه” والتي غنتها في عدد قليل من الأفلام.
وشاركت فايزة في 7 أفلام فقط بسبب كرهها لنحافتها الشديدة التي كانت تضع في مواقف محرجة أمام الكاميرا، لذا اقتصرت مشاركتها على أفلام “تمر حنة” (1957)، “امسك حرامي” (1958)، “المليونير الفقير” (1959)، “ليلى بنت الشاطئ” (1959)، “عريس مراتي” (1959)، “أنا وبناتي” (1961)، “منتهى الفرح” (1963)، ورغم قلة مشاركتها إلا أنها تركت إرثا كبيرا من أغاني الأفلام ما زال الجميع يردده حتى الآن،ولكنها سجلت حضورا على خشبة المسرح وكان لها مشاركة مميزة في أوبريت “مصر بلدنا” والذي استقبلته خشبة مسرح البالون.
تكريمات
بعد مسيرة فنية حافلة وصلت إلى 400 أغنية و7 أفلام سينمائية، بخلاف عدد كبير من الحفلات الغنائية داخل مصر وخارجها، حصلت فايزة أحمد حصلت على الجنسية المصرية عام 1965، كما نالت عدة جوائز وأوسمة منها درع الجيش الثاني في 1 مايو عام 1974، كما حصلت على وسام من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة.
وقالت عنها أم كلثوم : “إنها الصوت النسائي الوحيد الذي يٌطربني، وهي المطربة الوحيدة التي ستخلفني على عرش الغناء”.
قصة حب من أول نظرة
ورغم زواج فايزة أحمد 4 مرات كانت قصة حبها وزواجها من الملحن محمد سلطان الأبرز فى حياتها، وبدات قصة حبهما عندما جمع الفنان الراحل فريد الأطرش، الفنانة فايزة أحمد، وعدد من نجوم الفن والغناء في حفل بمنزله، وكان من بينهم الفنان محمد سلطان.
وكان “سلطان” وقتها من نجوم السينما الشباب الذين ترفعوا عن الأدوار الثانوية ورفض العمل إلا في أدوار بطولة رئيسية، ولكن عندما باءت محاولته بالفشل عاد لمهنته الأصلية وهي التلحين.
وفي تلك الليلة تغيرت أقدار فايزة أحمد، وسلطان، بعدما لاحظ حضور الحفل نظرات الإعجاب بينهما واهتمامه الشديد بها، وافترقا في هذه الليلة دون تحديد موعد آخر للقاء بينهما لتفاجئ فايزة أحمد باتصال من صديقتها في الفندق الذي كانت تقيم فيه تدعوها للغداء في مطعم بشارع الهرم، وكشفت لها أن صاحب الدعوة هو محمد سلطان.
التقيا من جديد، وأعطاها محمد سلطان لحن أغنية “رش الورد”، اول تعاون بينهما، وتبعه بأغنيتن منها أغنية “اعتراف”، وهي التي أفصح كل منهما بحبه للأخر، وطلب منها الزواج، ليتم بعد أيام وبالتحديد في6 يوليو عام 1964، أمام موثق الشهر العقاري، كون فايزة أحمد تحمل الجنسية السورية، وكان مهرها 15 قرشًا مصريًا وبمؤخر 1000 جنيه.
وتحول محمد سلطان إلى ملحن لفايزة أحمد واستطاع أن يغير العديد من صفاتها ومنها العصبية حيث أحاطها بالرعاية والمشاعر الصادقة والحب الخالص خاصة بعد المشاكل التي تعرضت لها منذ أن كانت طفلة، ورزقت منها بتوأم هم عمرو وطارق، واستمر زواجهما لمدة 17 عاما وأعلنا طلاقهما في 22 مايو 1981، وبعده تزوجت فايزة أحمد من ضابط لكنها سرعان ما انفصلت عنه.
وعندما داهم مرض السرطان الفنانة الكبيرة فايزة أحمد وقف سلطان بجانبها وأصر على العودة إليها وظل إلى جوارها حتى وقد ماتت وهي على صدره لترحل عن عالمنا يوم 21 سبتمبر 1983.
ولا يزال الملحن محمد سلطان يعيش على ذكرى كروان الشرق فايزة أحمد و يردد أنها حبه الأول والأخير، حيث تملأ صورها منزله ويحتفظ بكل متعلقاتها.