دور واحد كفيل بأن يرفع فنانا إلى السماء أو يهبط به إلى سابع أرض، وهناك الكثير من النماذج للحالتين، فهناك فنانون سقطوا من مرتبة النجومية بسبب دور واحد، بل وبعضهم لم يخش أن يصرح بندمه على المشاركة في عمل معين، وفنانون آخرون تحولوا إلى نجوم بعد أدائهم لدور واحد، أبرز موهبتهم وجعل اسمهم يتردد بين الناس، من بينهم «ملك الدراما» الفنان يحيى الفخراني، الفنان صلاح السعدني، وآخرون، لتتحقق مقولة «الدور ينادي صاحبه».. إليكم قصص عن أدوار صنعت نجوما.
عمرو الشريف ويحيى الفخراني
يأتي على رأس هؤلاء الفنانين الذين رفضوا أدوارًا، كانت بمثابة علامة فارقة فى تاريخ فنان آخر، العالمى عمر الشريف، الذي رفض قبل 22 عامًا تقديم دور «ربيع الحسيني» بمسلسل «نصف ربيع الآخر»، وكان سببًا فى شهرة الفنان يحيى الفخراني الذي قام هو ببطولة هذا المسلسل، ولعب دور الحبيب والأب الحنون والزوج الباحث عن نفسه والابن البار ببراعة شديدة، وكأن هذا الدور فُصّل على مقاسه.
وما لا يعلمه البعض أن «نصف ربيع الآخر» كُتب خصيصًا للراحل عمر الشريف، وهذا ما أكده مؤلف العمل محمد جلال عبد القوى، فى أحد حواراته الصحفية، وأن عمر الشريف كان يريد أن يقدم عملًا من كتابته، وحينها كتب له هذا المسلسل، لكن العالمي رفضه، ليأتى الفنان يحيى الفخرانى بديلًا عنه، وكان الحظ حليفًا للأخير، ليبقى أحد أهم الأدوار التى قدمها فى تاريخه الدرامي.
فى العام التالى عرض على الفنان عمر الشريف أن يقدم دور «الخواجة جيوفاني» بمسلسل «زيزينيا» بطولة الفنان يحيى الفخراني، إلا أنه رفض أيضًا، وقال: فى حوار سابق له عام 2002: «في مسلسل زيزينيا رفضت الدور الذي قدمه جميل راتب لأن المسلسل نفسه لم يعجبني، أنا لازم أحب الدور اللي هاعمله وإلا ما أعملوش خالص».
محمود عبد العزيز ونور الشريف
ومثل عمر الشريف، رفض الفنان محمود عبد العزيز تقديم مسلسل «عائلة الحاج متولي»، الذي حقق نجاحًا غير مسبوق، حيث يقول مخرج العمل محمد النقلي إن المسلسل كتب خصيصًا له، إلا أنه اعتذر لانشغاله بتصوير فيلمي «النمس» و«سوق المتعة»، ليذهب العمل إلى الفنان نور الشريف، ليفوز هو بشعبية وجماهيرية كبيرة فى الوطن العربي بدور «متولي»، ما جعل «الساحر» يشعر بالندم على تفويته تلك الفرصة، خاصة أنه سبق واعتذر عن تقديم دور «عبد الغفور البرعي» بمسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» الذي ذهب أيضًا لنور الشريف، ويعد من أبرز الأدوار التي لعبها.
عادل إمام وصلاح السعدني
على مدار مشوار الفنان عادل إمام الفني، كان هناك العديد من الأعمال التي رفضها وصنعت نجومية أبناء جيله، وكانت أولى الوقائع حين رفض دور «حسن أرابيسك» بمسلسل «أرابيسك»، الذي خلق أسطورة الفنان صلاح السعدني، خاصة أن هذا العمل حقق نجاحًا كبيرًا، وتبقى شخصية «حسن أرابيسك» من بين الشخصيات التي لا تزال محفورة فى أذهان المشاهدين.. تعود أسباب رفض «الزعيم» إلى خلاف وقع بينه وبين السيناريست أسامة أنور عكاشة، بسبب اعتراضه على المخرج، حيث رشح إسماعيل عبد الحافظ بدلًا من جمال عبد الحميد، هذا ما رفضه بشدة «عكاشة» وأعطى الدور إلى السعدني، الذي أجاد فيه.
كما سبق ورفض عادل إمام دور «رأفت الهجان» لاعتراضه على السيناريو، ليقع خلاف فى وجهات النظر بينه وبين الكاتب صالح مرسي، ليذهب الدور إلى الفنان محمود عبد العزيز، الذى حقق به نجاحًا منقطع النظير، وكتب هذا العمل نجوميته، وسبق ورفض الزعيم فيلم «الكيت كات» و«سوق المتعة» بسبب تخوفه حينها من عدم تحقيقهما إيرادادت، لأن المخرج هو داوود عبد السيد، الذي لم تكن أعماله من أفلام الشباك، ليكونا من نصيب «الساحر».
وبعيدًا عن الأدوار التي ندم عليها الفنانون، هناك أدوار تسببت فى «غيرة» بعضهم، ولعل أبرزها: دور الفنانة حلا شيحة فى «عريس من جهة أمنية» الذى تمنته الفنانة مي عز الدين، ودور الفنانة نيللي كريم في مسلسل «ذات» الذي أرادت الفنانة داليا البحيري تقديمه، ودور الفنانة هند رستم فى فيلم «باب الحديد» الذي حلمت به الفنانة يسرا، وكما يقول الفنانون: «الأدوار أرزاق».