الفنان يوسف وهبي، من أوائل النجوم الذين أسسوا فرق مسرحية وشارك في فرقته عدد كبير من نجوم الفن والذين أصبحوا من عمالقة الفن بعد ذلك.
وفي بداية طريق يوسف وهبي الفني تعرضت فرقته المسرحية “رمسيس” لأزمة مادية كبيرة وكاد أن يعلن إفلاسه لولا لقائه بالسيدة عائشة فهمي، إحدى معجباته الثريات وأغنى سيدة في مصر وقتها وكانت تكبره بستة عشر عامًا، وهي التي تدخلت لإنقاذ الفرقة وساعدته على النهوض من جديد والقيام بجولات عرض فيها مسرحياته في سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين، ليبيا، تونس، السودان، البرازيل، الأرجنتين ثم باريس.
وخلال تلك الرحلات كان يوسف وهبي، يصحب عائشة معه، وقت أن كانت متزوجة من طبيب اضطرت إلى منحه خمسين ألف جنيه، وتنازلت له عن مساحة أرض كبيرة مقابل أن يُطلقها لتتزوج وهبي.
وبالفعل وقع الطلاق وتزوجا في باريس وبفضلها استطاع الفنان يوسف وهبي إنشاء مدينة رمسيس على مساحة 17 فدانًا عام 1932.
شهدت تلك صعوده الفني وفي نفس الوقت بدأت غيرة زوجته التي كانت تراقب كل تحركاته وبعد أن كانت تشجعه على مواصلة نشاطه الفني، أصبحت تضيق باهتمامه بقضاء الوقت في التأليف والتمثيل والإخراج “حوّلت حياتي إلى جحيم لا يطاق”. حسبما ذكرت الكاتبة لوتس عبد الكريم في مذكراته بعنوان “يوسف وهبي: السيرة الأخرى لأسطورة المسرح”.
قرر يوسف وهبي أن يهجر قصرها على النيل في الزمالك دون أن يحمل معه شيئًا من ملابسه، ولم يكن يمتلك سوى خمسين جنيهًا، وحاولت هي بدورها إعادته إليها وعرضت عليه 500 فدان لكنه رفض وقام برحلة إلى الخارج، وحين عاد منها وجدها قد رفعت ضده دعوى نفقة وحصلت على حكم بمبالغ كبيرة، فقام محاميها بالحجز على مدينة رمسيس، وظلت تلاحقه إلى أن أشهر إفلاسه، لكنه استطاع أن يبدأ نشاطه الفني ويستعيد مجده ويسدد ديونه، ويحول دار سينما “بيجال”، بوسط القاهرة إلى مسرح يسع ألف متفرج وعادت فرقة رمسيس من جديد.