الفنان الراحل نجيب الريحاني، كان له جارة مسنة في الشارع في منطقة باب الشعرية تدعى أمينة ذهني، وكان يحب دائمًا أن يطمئن عليها حيث كانت تعمل وتساعد نفسها في بيع الخضار وهذا ما كان يغضبه، لأنها كانت كبيرة في السن وحاول كثيرًا مساعدتها بالأموال ولكنها كانت ترفض.
وفكر نجيب الريحاني في مساعدتها بطريقة ثانية وهي أن تظهر معه في بعض المشاهد في فيلم “سلامة في خير”، وفعلا عمل لها مواقف مخصوص علي أنها حماته وكانت تحمل اسم “ستوتة”، ولم تكن موجودة أصلا في السيناريو، وبدء التصوير والست أمينه جاءت ومثلت المشاهد بتاعتها مع أنها أثارت فوضى كثيرة حيث كانت تنظر للكاميرا وتشرب سجائر وتقول كلام غير موجود وكان نجيب الريحاني لا يعيد التصوير و سجل المشاهد مثل ما هي، وقدمت أربعة مشاهد فقط في الفيلم.
بعد انتهاء التصوير، قال لها نجيب الريحاني: “شكرا يا ست أمينه انتى كده دورك انتهي وأعطاها خمسون جنيهًا وكان وقتها مبلغ ضخم جدًا كان يأخذه ثاني ممثل في الفيلم، وهي طارت من الفرحة ولم تكن مصدقة هو قالها: “يلا روحي وخرج أمام الأستديو بنفسه وأوقف لها تاكسي وأوصي السواق يوصلها البيت لأنه لم ينتهي من شغله وكان يعود للمنزل في الساعة السادسة صباحًا”.
وعاد نجيب الريحاني، للبيت ونام كثيرًا وأستيقط فجأة علي صوت خبط علي الباب من سيده كانت تقيم مع أمينة وأخبرته أنها لم تعود لمنزلها، وتعجب الريحاني قائلًا: “ازاي كده أنا مركبها تاكسي ووصفت له العنوان”، وبحث عنها في المستشفيات وأقسام الشرطة ولكنها اختفت، وأخذ نجيب الريحاني حفيدتها واهتم بتربيتها وفقا لوصيتها له قبل اختفائها، وعلمها وكبرت الفتاة وتزوجت في ألمانيا وأنجبت ٣ وتوفيت خارج مصر.
وبعد مرور ٢٧ عاما بلطجي اتخانق في الشارع و قتل نجل جارة، وحكم عليه بالإعدام، ووقت تنفيذ الحكم جاءه الشيخ ليلقنه الشهادة فوجده يبكي بكاء شديدًا جدا، و قال : “في حاجة عايز أقولها قبل ما أموت دي مش دي أول مره اقتل فيها أنا زمان قتلت واحدة ست عجوزة ركبتها معايا التاكسي من عند أستديو لتصوير الأفلام واللي ركبها الممثل نجيب الريحاني أو واحد يشبهه قاله الشيخ وليه قتلتها؟! قال له إنها وهي قاعدة في الكرسي شفتها بطلع فلوس كتير جدا وعماله تعد فيهم الشيطان قالي أخدهم منها أخدتها علي مكان في الصحراء وعملت إن العربية عطلت وقولتلها انزلي أركبك حاجة تانية وضربتها علي دماغها وخنقتها وخدت الفلوس ورميتها من فوق الجبل”.