بدأ الفنان الراحل إسماعيل ياسين، حياته الفنية بصعوبة شديدة، وعلى الرغم من إدخاله البهجة على قلوب محبيه وإضحاكهم إلا أن خلف ضحكته كانت تتراكم أحزان كثيرة.
وكانت بداية إسماعيل ياسين، في السينما في عام 1939، وعلى الرغم من أدوار الكوميديا التي قدمها إسماعيل ياسين طوال مشواره الفني إلا أنه كان سريع الغضب وشديد الانفعال ولا يتمالك أعصابه في أقل المواقف ليحولها بسرعة إلى مشاجرة.
وهو ما حدث في أحد المرات خلال تصوير فيلم “إسماعيل ياسين في الطيران”، خلال تصوير أحد المشاهد مع المخرج يوسف شاهين، وخلال التمرين على مشهد الضرب الذي كان إسماعيل ياسين خلاله كومبارس يتلقى ضربات من شخصين، وينتهي المشهد بمقولة المخرج يوسف شاهين “هايل يا إسماعيل بس هنعيد تاني”.
أوقف إسماعيل ياسين التمرين على المشهد، وسأل يوسف شاهين: “أنت بتشرب سجاير كتير ليه متوتر”، وكان إسماعيل ياسين شديد الحدة والغضب خلال توجيه السؤال ليوسف شاهين الذي رد عليه قائلًا: “اتوتر ليه يعني المشهد عادي وميستاهلش توتر”.
كانت إجابة يوسف شاهين كافية لإثارة غضب إسماعيل ياسين أكثر، ورد منفعلًا على يوسف شاهين قائلًا: “ده صحيح المشهد ميستهلش توتر لأنك مزودتش فيه حاجة، غير بس انك مضايقني بالدخان بتاع سجايرك وأنا صايم ويا ريت تحترمني بإنك تطفي السيجارة، وتعرف قيمة اللي بقدمه”.
وترك إسماعيل ياسين مكان التصوير واتجه إلى غرفته، حتى علم الفنان محمود المليجي بالأمر، وأفهم يوسف شاهين أن إسماعيل ياسين يختلف كثيرًا عن الشاشة، وأنه سريع الغضب، وطلب منه الذهاب معه لغرفة إسماعيل ياسين ليتم الصلح بينهما وهو ما حدث بالفعل، وقد أنتج فيلم إسماعيل ياسين في الطيران عام 1959.