تحدث الفنان الراحل محمود المليجي، عن بدايته الفنية وانضمامه لفرقة فاطمة رشدي، وكان وقتها لا يزال طالبًا وكانت وقتها كانت قد قررت منحــه مرتبًا يوميًا قدره عشرة قروش.
وكشف محمود المليجي، قصة حدثت له أثناء عمله بمسرح فاطمة رشدي، خلال حواره لمجلة “الكواكب”، وقال عنها: “في إحدى الروايات كنت أقوم بدور نشــــال يخطـــف حقـــائب السيدات وكان أول مشهد أظـــهر فيه هو دخـــولي على ضابط البوليس والقيـــد الحديدي في يدي وأحد الجنود يقـــ ــودني.
وحدث أن خــرجنا أنا وزميلي الذي يؤدي دور الجندي إلى بوفيه المسرح بملابسنا التي نظهر بها في العرض، والقيـــد لا يـــزال في يدي، ووقفنا لنشرب زجاجات “القازوزة”، وفجأة وجدت نفسي أمام العربي أفندي مدرس الحساب في مدرستنا، ولم يكن بيني وبينه أي انسجـــام، فقد كان كثير التحقـ ـــير لي، وكان يتنبــأ بفشـــلي كثيرًا، وعلى الرغم من حبه للفن وتردده على المسارح فلم يكن يقر بهواية التلميذ للفن.
وما كاد يرانــي بالجلباب والقيد في يدي وزميلي إلى جــواري حتى صاح في وجهي: “مش قلت لك.. آدي آخــرتك يا عم.. لا حول ولا قوة إلا بالله”، والتفت إلى زميلي الجنــدي ليسأله: “انت مــوديه فين يا شاويش”، وكان زميلي قد فهم أنه شامــ ــت فأراد له أن ينعم بشمــــاتته فقال: “على القسم يا أفنــدي.. تحب حضرتك تضمـــنه ما دام انت تعرفه وممكن أسيبه”، وصرخ المدرس العربي أفندي باستنـــكار: “أنا.. أعوذ بالله.. أنا معــرفوش خالــص”، ثم تركـــنا وهـــرول داخـــلًا إلى المسرح.
ورفع الستار واقترب دوري وكان دورًا فكـــاهيًا لطيفًا، وفوجئت بالعربي أفندي يقتحـــم الكواليس ليبحث عني ويحتضـــنني مقــبلا خــدي ويقول لي: “يا سلام.. مش تقول يا أخي إنك فنان كبير كده”، ومن يومها والعربي أفندي يعــدني من تلاميذه النابهين الذين ينتظرهم مستقبل مشرق وقامت بيني وبينه صداقة كبيرة.