كشف الفنان الراحل عمر الشريف، عن كواليس أول ليلة لوصوله إلى هوليود، بعد أن انتهى من تصوير دوره في فيلم “لورانس العرب”.
وقال خلال حوار نادر له مع مجلة “الشبكة”: “كان ذلك في شهر ديسمبر عام 1962 بعد أن انتهيت من تصوير فيلمي (لورانس العرب)، وطــــرت للعاصمة الأمريكية بصحبة صديقي بيتر اوتول”.
وأضاف: “تــوقفنا أمام مسرح صغير يعمل عل خشبته الفنان ليني بروس وشاهدنا العرض وأعجبنا جدا، وهمس أوتول في أذني “هيا بنا نهنئه”، وليتنا ما فعلنا، ذهبنا إليه وكان تعــريفنا بسيطا، نحن اليوم اثنان مغمـوران، ولكننا غدا سنقفـــز للصفوف الأولى، فقد تصـــدرت أسماؤنا مقدمة فيلم “لورانس العرب”، ورحب بنا بروس، وشكرنا على عبارات الإعجاب، فدعونــاه لكأس خمــــر في بار قريب يحمل اسم “ب.ج. كلارك”.
وتابع: “وفي الساعة الواحدة صباحا كان بروس وبيتر قد شــربا كثيرا، وغـــادر بروس وبيتر البار وكأنهما يعرفان أحدهما منذ زمن، وأصر بروس على دعوتنا لمنزله فسارع بيتر بقبــول الدعوة، وما إن دخل بروس شقته حتى أخرج إبــرة من أحد الأدراج ومــ ـــلأها بســــائل شفــــاف وغـــــرسها في شرايينه، وراح يدفع ما فيها بأنامل مرتعـــشة عبر عــــروقه”.
واستطرد: “ورن جرس الباب ووجدت مجموعة من رجال البــــوليس يدخـــلون ويلقون القبــــض علينا، وأطـــــارت المفاجأة آثــــار الخمــ ـــر القليلة من رأسي، ورحت أفكر في المصــــير الذي ينتظرنا، أن القبض علينا بتهمة تعاطــــــي المخــ ـــدرات، ومعنى ذلك إبعـــادنا عن البلاد وإجهـــــاض حلمنا الكبير قبل مولده، وحاولت أن اشرح لرجال الشرطة، ولكن بيتر الذي له سوابق مع الشرطة راح يسبـــهم، فوجدنا أنفسنا في الساعة الرابعة فجرا في اقرب مخفــــر شرطة، وراحوا يفتشون جيـــوبنا، وكنت أعرف أن هناك حبوب منـ ــــوم اعتاد بيتر تعاطيــــها وحين وجدا الضابط سأله عنه فكان رد بيتر :” عليكم اللعنــ ـــة.. انها حبوب مورفــــين”، وبسبب ذلك نقلونا لزنـــ ــزانة باردة وأغلقوا علينا الباب، وشعرت بحـــ ـــرج الموقف وراح عقلي يعمل بسرعة، فسألت الحارس:” هل يمكن أن أجري مكالمة تليفونية؟”، فقال لي:” لا بأس”، وأدرت رقم فندق بيفرلي هيلز وقلت للعاملة:” أريد التحدث إلى سام بيجيل”، وكان ردها :” مستحيل فهو لا يريد إزعاجــــه”، وصرخت فيها:” انها مسألة حيــــاة أو مـــــوت”، وهنا فقط قبلت أن توصلني به”.
وتابع: “حين عرف “سبيجيــل” بما نحن فيه طلب مني أن أنتظر”، وبعد نصف ساعة وصل سام يحيط به ستة رجال وكانوا مجموعة من المحـــامين الامريكان في صورتهم التقليدية، ودخل الوفد في مفاوضات فورية مع رجال البــــوليس انتهـــت بأن تقدم ثلاثة من الشرطة وقالا لي:” حسنا .. تستطيعان الخروج الآن”.