أصيب العالم خلال الفترة الماضية وخاصة الشباب منه بهوس ما يسمى الترند و الجري وراء الشهرة والأضواء و خلق بلبلة في مواضيع مختلفة في شتى أمور الدنيا لركب أمواج الترند وتحقيق شهرة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة .
و رأي طارق عبد اللطيف محلل أسواق المال، أنه سرعان ما انتقلت ذات العدوى إلي الاقتصاد العالمي لنجد أصول مالية جديدة من نوعها تظهر علي ساحة الاقتصاد العالمي بعضها مستحدث تماماً والأغرب أن تلك الأصول زاحمت أصول عريقة في سيولة السوق والمدهش انها استطاعت السيطرة علي عضوية في نادي الأصول المالية التريليونية بلا منطقية شديدة في السيولة و التحركات وعدم الاستناد علي أي مضمون اقتصادي يذكر غير أنها ” ركبت الترند ” الاقتصاد بعضها كان للترند عليها تأثير السحر و بعضها هوى بها الترند لتنتهي بكارثه فادحة و خسارة الملايين من مستثمري المغامرة من الذين كانوا يحلمون بالثراء السريع لمحافظهم بأكملها بل وأحياناً لأصول عقارية وتراكم مديونات بالملايين.
وأضاف أنه علي سبيل المثال ففي عالم العملات المشفرة نجد مئات الأمثلة من أصول الترند التي أما إن عادت على أصحابها بتضاعف ثرواتهم لعشرات المرات أو تلاشيها تماماً أحدها لم يمض عليه إلا أيام قليلة وهنا أتحدث عن عملة ٍSquid Game)) التي ألحق أصحابها أسمها إلي أشهر المسلسلات الكورية ليكون هذا هو المبرر الوحيد ودون النظر إلي أي مضمون اقتصادي لتبدأ تداولها بسنت واحد فتصل خلال أسبوع واحد من التداول إلي حاجز الـ 2850 دولار وإذ فجأة تتلاشى تماماً وتصل إلي قرابة الصفر فتنتهي المغامرة بكارثة جني القائمين عليها 3.4 مليون دولار.
وغيرها الكثير من الأمثلة كانت من أشهرها أيضاً Dogecoin ) ) والتي بدأت بمزحة من أصحابها حتي تبناها الملياردير إيلون ماسك لتكون أول واقعة تحريك سعر أصل اقتصادي من خلال بعض التغريدات على موقع تويتر ومنها تفتح الطريق إلي ما تسمى بالـ ( Shiba Inu ) التي تجتذب سيولة وتحركات سعرية لمجرد انها ” موضة جديدة ” ومسيطرة علي الترند .
وأوضح انه ليست فقط العملات المشفرة هي المثال الوحيد على اقتصاد الترند فنجد بعض الأسهم الأمريكية ” الموضة ” ومن بينها بل وأهمها سهم تسلا الذى يتنافى تقييمه وتحركاته مع ارقام الإنتاج والأرباح الحالية أو حتي المستهدفة أو حتي طموحات الشركة المستقبلية فقد قفز رأس المال الشركة وقت كتابة هذا التقرير ( 1,22 تريليون دولار ) بسعر سهم قرابة ال (1220 دولار ) ليكتسب السهم قرابة ال 100% خلال النصف الثاني من العام منطلقا من الـ 600 دولار في بداية يونيو من هذا العام ما يجعلها ذات سيولة توازي أكبر 12 شركة لإنتاج السيارات مجتمعين منهم علي سبيل المثال ( تويوتا و فولكس فاجن و ديملر وجنرال موتورز و فورد … إلخ ) في حين أنها تغيبت عن قوائم أكثر 10 شركات لإنتاج السيارات من حيث الإنتاج ومن حيث الأرباح وهنا ما يعني تقييم غير منطقي لرأس المال السوقي ناجم عن الترند .
ولفت إلي أنه يخشى أن يعيد التاريخ نفسه فنجد أنفسنا أمام كارثة دوت كوم جديدة مثلما حدثت عام 1998 بسبب ركوب الترند وتقود مستثمري المغامرة ومليارات الدولارات إلي محرقة الكاش .