روسيا وأوكرانيا: بايدن يحذر من غزو روسي محتمل “الشهر المقبل”
التحذيرات من غزو روسي محتمل لأوكرانيا جاءت بعد حشد عشرات الآلاف من الجنود الروس على الحدود مع أوكرانيا.
حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من وجود “إمكانية واضحة” لأن تقوم روسيا بغزو أوكرانيا الشهر المقبل، بحسب بيان للبيت الأبيض.
في هذه الأثناء تقول روسيا إنها ترى “سبباً ضئيلاً للتفاؤل” في حل الأزمة بعد أن رفضت الولايات المتحدة المطالب الرئيسية لروسيا.
وكان حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية على الحدود الأوكرانية خلال الأسابيع الماضية قد أذكى المخاوف من حدوث غزو.
لكن روسيا تنفي أنها تخطط لهجوم.
جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي الخميس.
وقالت إيميلي هورن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن “الرئيس بايدن قال إن هناك احتمالاً واضحاً بأن يقوم الروس بغزو أوكرانيا في فبراير/ شباط”.
و أضافت “لقد قال ذلك علناً ونحن كنا نحذر من هذا الأمر منذ شهور.”
الولايات المتحدة ترفض طلب روسيا بشأن منع أوكرانيا من الانضمام للناتو
بايدن “قد يفرض عقوبات على بوتين نفسه” إذا غزت روسيا أوكرانيا
وقال بيان للبيت الأبيض إن الرئيس بايدن “أعاد التأكيد” خلال حديثه مع نظيره الأوكراني على “استعداد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها على الرد بحزم إذا مضت روسيا في غزو أوكرانيا”.
من جانبه، قال زيلينسكي إنهما “بحثا الجهود الدبلوماسية الأخيرة حول نزع التصعيد واتفقا على إجراءات مشتركة للمستقبل”.
وأشار الموقع الإخباري الأمريكي “أكسيوس”، مقتبساً عن مصدر لم يكشف هويته، إلى أن الرئيسين اختلفا حول مدى قرب وقوع التهديد. ويشير بعض الخبراء العسكريين إلى أن روسيا ربما تنتظر إلى أن تتجمد الأرض في أوكرانيا لكي تتمكن من إدخال معداتها الثقيلة.
تهديد أمريكي
وهددت الولايات المتحدة الخميس أيضاً بوقف افتتاح خط أنابيب رئيسي سينقل الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية إذا قامت روسيا بغزو اوكرانيا.
يمتد خط الأنابيب المعروف باسم “نورد ستريم 2” من روسيا إلى ألمانيا، وقال مسؤولون في برلين الخميس إن المشروع قد يواجه عقوبات في حال هاجمت روسيا أوكرانيا.
ويقول الحلفاء الغربيون إنهم سيستهدفون اقتصاد روسيا إذا قامت بالغزو، وتشير التصريحات الأخيرة إلى تشدد في موقفهم.
استغرق مد خط الأنابيب الذي يبلغ طوله 1,225 كيلومتراً خمس سنوات وبلغت تكلفته 11 مليار دولار. ويهدف مشروع الطاقة هذا، الذي يمتد تحت مياه بحر البلطيق، إلى مضاعفة صادرات روسيا من الغاز إلى ألمانيا.
لكن هذا الخط لم يبدأ بالعمل حتى الآن، حيث قالت الجهات التنظيمية إنه لا يتوافق مع متطلبات القانون الألماني وعلقت الموافقة على بدء تشغيله.
تنفي روسيا أن تكون لديها خطط للغزو لكنها تقدمت الشهر الماضي بقائمة طويلة من المطالب الأمنية من الغرب، من بينها عدم السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي العسكري “الناتو”.
رفضت الولايات المتحدة هذا المطلب الرئيسي، بينما عرضت على موسكو ما وصفته بـ “طريق دبلوماسي جدي إلى الأمام”.
سبب ضئيل للتفاؤل
وقال المتحدث باسم الكريملين ديمتري بيسكوف الخميس إن الرد الأمريكي ترك “سبباً ضئيلاً للتفاؤل”، لكنه أضاف بأن “هناك دائماً فرصاً لمواصلة الحوار، فهو في مصلحتنا كلينا نحن والأمريكيين.”
لن تُكشف تفاصيل الاقتراحات الأمريكية على الملأ، لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال إن الوثيقة التي قُدمت أوضحت “المبادئ الأساسية” للولايات المتحدة، بما في ذلك سيادة أوكرانيا وحقها في اختيار أن تكون عضواً في تحالفات أمنية كالناتو.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الرد الرسمي الأمريكي لا يتناول “المخاوف الرئيسية” لروسيا بشأن تمدد الحلف.
وكانت الولايات المتحدة الأميريكية قد حثت الصين، على استخدام نفوذها لدى روسيا لثنيها عن خطوة غزو أوكرانيا.
كما طلبت الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة لبحث التهديد الذي يمثّله حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، على السلام العالمي.
وقالت فيكتوريا نولاند، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية إنّ أي صراع في أوكرانيا، لن يكون مفيدًا للصين.
وأضافت أنّ الدول الغربية موحّدة حول الرغبة في حلّ دبلوماسي.
لكنها قالت أيضاً إن “العواقب يجب أن تكون سريعة وشديدة على روسيا، إن قامت بعمل عسكريّ”.
في غضون ذلك، يدرس الرئيس بوتين ردّ واشنطن على مطالب موسكو بشأن أوكرانيا.
وقالت مبعوثة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد يوم الخميس: “نُشر أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية ، وتنخرط روسيا في أعمال أخرى مزعزعة للاستقرار تستهدف أوكرانيا، وتشكل تهديدًا واضحًا للسلام والأمن الدوليين ولميثاق الأمم المتحدة”.
وطلبت غرينفيلد من مجلس الأمن “فحص الحقائق بشكل مباشر والنظر في ما هو على المحك بالنسبة لأوكرانيا وروسيا وأوروبا. والتأكد من التزامات ومبادئ النظام الدولي الأساسية في حالة قيام روسيا بغزو أوكرانيا”. وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وأضافت غرينفيلد “هناك حاجة إلى اهتمام المجلس الكامل الآن، ونتطلّع إلى مناقشة مباشرة وهادفة يوم الاثنين”.
ورغم تمتع روسيا بحق الفيتو كونها أحد الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن، قالت غرينفيلد إن الاجتماع يمثل أكثر من فرصة لـ”فضح أفعال روسيا”، و”عزل الكرملين بسبب موقفه العدواني بشأن أوكرانيا”.
وصرّحت المبعوثة الأمريكية لقناة رومانية رسمية قائلة: “رغم حق الفيتو، سيظهر الشعور بعزلتهم في حال طرح مجلس الأمن ذلك، ونحن نشكّل جبهة موحّدة الروس”.
وأضافت: “لا أعتقد أن أي دولة في مجلس الأمن ستجلس وتقول إنه من المقبول لروسيا أن تغزو حدود دولة أخرى”.
وأشار دبلوماسيون إلى أن الولايات المتحدة كانت تودّ عقد اجتماع لمجلس الأمن يوم الجمعة. لكنهم قالوا إنهم وافقوا على التأجيل حتى يوم الاثنين، كي لا يتداخل مع مكالمة هاتفية مقررّة يوم الجمعة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.