على متن باخرة متجهة إلى الحوامدية وقع الشاب صالح سليم في الحب للمرة الأولى والأخيرة في حياته، وكانت الفتاة هي زوجته فيما بعد السيدة زينب لطفي، وتطورت علاقتهما بعد ذلك في ملاعب وطرقات النادي الأهلي بالجزيرة، وعبر أسلاك التليفون، وداخل صالات السينما مع الأصدقاء والأقارب.
وبعد فترة قصيرة قرر صالح مفاتحة والده في أمر الزواج، ولكن رد الفعل كان غاضبًا ومستنكرًا «عايزني أروح أفاتح أبوها في حكاية جواز، وأقوله لو سمحت جوز بنت حضرتك للأستاذ صالح، اللي كل مؤهلاته لغاية دلوقتي إنه بيلعب كورة!!»؛ حيث لم يكن صالح سليم قد تخرج بعد من كلية التجارة.
ولكن الرياضي العنيد أصرّ على موقفه، وحينما فاتح والد زينب رفض هو الآخر إتمام الزيجة، وبعد فترة من محاولات الإقناع من الجانبين وافق الجميع وقبلت العائلتان فكرة الارتباط، ولكن شريطة تأجيل الزفاف حتى يُنهى العريس دراسته ومشواره المتعثر في الكلية.
وبعد حصول نجم النادي الأهلي الراحل على شهادته العليا أصبح طلب الزواج مشروعًا، واجتمعت عائلتا صالح وزينب للاتفاق على الأمور الشكلية المعتادة، وفاجأ والد العروس الجميع بطلبه 25 قرشًا فقط كمهر لابنته وإلغاء مؤخر الصداق، وأكد أنه لا يحتاج إلى شيء سوى سعادة ابنته «وإذا أرادت الطلاق يومًا فسأكون على استعداد لدفع أي مبلغ مقابل إنقاذ ابنتي وحمايتها».
وكما ذكر الصحفي الرياضي ياسر أيوب، تم عقد القران وأقيم حفلان للزفاف، حفل في الدور الأرضي لكبار المعازيم أحياه المطرب محمد عبده صالح، والراقصة تحية كاريوكا، وحفل آخر للشباب في الدور العلوي أحياه الفنان بوب عزام، ولكن خلاف وحيد نشب بين العروسين؛ فقد رفض صالح الجلوس في «الكوشة» بينما أصرّت زينب على ذلك، وارضخ المايسترو لطلب حبيبته وجلس للمرة الأولى والأخيرة.
وفي الصورة الأولى يظهر صالح مع زوجته وابنه الأكبر خالد وهو طفل، أما الثانية فيظهر مع ابنيه خالد والفنان هشام سليم.