تزوجت عماد حمدي ولقنت تحية كاريوكا “علقة” بسبب أغنية.. تعرف على قصص في حياة الراقصة حورية محمد
في طنطا وفى ٩ أغسطس ١٩٣٢ ولدت الفنانة حورية حسن، وانطلقت في عالم الرقص مع نعيمة عبده، ثم انتقلت للعمل في كازينو بديعة مصابني.
وسريعا ما خطفتها السينما لتقدم دور راقصة في فيلم الضحايا “1932”، ودور جارية في فيلم بحبح في بغداد “1942”.
وكانت حورية محمد الزوجة الأولى للفنان عماد حمدي، لكنهما سرعان ما انفصلا، وفي عام 1944، قدمت دورها الأشهر في فيلم “شارع محمد علي” وتصدرت أفيش الفيلم، الذي كان من بطولة عبدالغني السيد، وتأليف أبو السعود الأبياري، وسيناريو وإخراج نيازي مصطفى.
وقدمت بعدها مجموعة من الأفلام منها: “يوم في العالي، القرش، حسن وحسن، أسير العيون”، وظهرت بشخصيتها في فيلم فاطمة وماريكا وراشيل مع محمد فوزي، ثم فيلم “اديني عقلك” مع إسماعيل يس، واختفت عن السينما سنوات طويلة، وظهرت في فيلم ورد وشوك “1970، وهو العام نفسه الذي شهد رحيلها، إذ توفيت في 22 يوليو 1970.
افتتحت “نرجس” والدة حورية محمد كازينو خاص بهما باسم “تياترو مونت كارلو”، الذي عمل فيه إسماعيل يس في بدايته، وحدث ذات مرة أن هددت والدتها إسماعيل ياسين بالمسدس، لإرغامه على العودة للمسرح، بعد مطالبة الجمهور لعودته، وكان إسماعيل قد غادر بسبب خلاف مع أعضاء الفرقة.
وحسب مجلة “المصور” فإن حورية محمد، في أول عهدها بالرقص كانت تقوم بعمل ما يلزم لها من الملابس بنفسها، وكل بدلة لها موديل خاص فريد من نوعه، ولكن والدتها لاحظت أن الراقصات يقلدنها، ففضلت أن تقوم هي بنفسها بصنعها.
ويحكي المؤرخ الفني وجيه ندى أن في عام 1947 خلال افتتاح كازينو “الأوبرج” في شارع الهرم شهد مشاجرة كبيرة حضرها محمد عبدالوهاب ونجوم المجتمع في الفن والسياسة والأدب، ووقعت عندما رقصت تحية كاريوكا على أغنية “الفن” لعبدالغني السيد، الذي كان صديقا لحورية محمد، وغنى لها “دي حورية يا وله دى لوليه يا وله والنبى يا وله اه يا وله”، فاستبدل عبارة “دي تحية يا وله.. ولوليه يا وله” بدلا من “دى حورية يا وله”، وثارت أعصاب حورية محمد وصديقتها نرجس شوقي، زوجة المطرب محمد عبدالمطلب، وبعد انتهاء رقصة تحيه كاريوكا وعبدالغني السيد، بدأ العراك واستخدمت فيه الأيدي والأرجل والأحذية والزجاجات.
لم يكن هذا هو السبب الوحيد لعداء حورية وتحية كاريوكا، فالعداء كان قديما بينهما، بعد أن انضمت تحية إلى فرقة بديعة مصابني، وجذبت إليها الأنظار،وعهدت إلى كبار مدربي الرقص من المحترفين ليقوموا بتعليمها وتدريبها.
وفي مقال له قال الناقد محمود قاسم إن التجربة التى نتعلمها أن أكثر النساء قصرا فى الظهور على الشاشة هن الراقصات، مثل حورية محمد التي كانت البطلة المطلقة في العام نفسه في شارع محمد علي، وفي فيلم القرش الأبيض، في تلك الآونة لم تكف عن الرقص، بما يكشف أنها كانت من أبرز نجمات عصرها، فالراقصة عليها ملاحقة الزمن كي تعمل كثيرا قبل أن تفقد حيويتها، خاصة إذا كانت قد دخلت السينما فقط من باب الرقص.
وتحدث عنها في مقال آخر قائلا: “حورية محمد فقد كانت الراقصة رقم 2 في تلك السنوات بعد تحية كاريوكا، قبل أن يبزغ اسم سامية جمال في نهاية الأربعينيات، والحق أنها كانت راقصة جميلة مقبولة الشكل والأداء، وقد كونت ثنائيا مع المطرب محمد الكحلاوي، وقدما سويًا عدد من الأفلام منها فيلم حسن وحسن، وأسير العيون، وكابتن مصر، وقد ظلت ترقص في السينما طول عشرين عاما، ومثلما حصلت على البطولات المطلقة اكتفت فقط بالرقص قبل أن تعتزل وتبقى خارج الأضواء حتى وفاتها عام 1970، الغريب أنها لم تأخذ حقها من المتابعة النقدية، ولولا بعض البطولات خاصة شارع محمد علي، من إخراج نيازي مصطفى لظلت في عداد المجهولات، حيث إن العديد من أفلامها لم يتم العثور عليها.