في 21 أبريل 1918، ولد الفنان الكبير عدلي كاسب، صاحب القدرة المذهلة على تقمص الشخصيات التي يلعبها، فمن يصدق أن الجزار المرعب في “السفيرة عزيزة” هو الخال خفيف الظل في “العريس يصل غدا”، وهو أبو جهل في عدد من الأفلام، كل هذه الأدوار خلفها عدلي كاسب الرجل الذي يستطيع تقمص أي دور، مهما كانت صعوبته.
ونرصد لكم في هذا التقرير حكايات عدلي كاسب:
مأزق محرج بسبب الكوكاكولا
تعرض عدلي كاسب لموقف محرج أثناء تصويره لفيلم “المرهقات” مع الفنانة عزيزه حلمي.
فوجئ عدلي كاسب أثناء تصويره أحد المشاهد في الفيلم أنه يقتضي أن يشرب كوب نبيذ فطالب من المخرج أن يتم أستبدال كأس النبيذ بكأس كوكاكولا، وذلك لأنه لم يفكر يوماً بأن يشرب الخمر.
لكن المخرج رفض هذا الأقتراح علي الإطلاق مبررا رفضه بأن “الكوكاكولا” يخرج منها فقاعات وسوف تظهر بوضوح للمشاهد مما يؤدي لفشل المشهد، وبالفعل أنصاع عدلي لكلام المخرج.
وحدث ما لم يكن في الحسبان ، أنه سوف يشرب أكثر من كأس بسبب عدم تذكر الفنانة عزيزه حلمي دورها في المشهد، فتسببت بإعادة المشهد أكثر من 7 مرات مما أضر الفنان عدلي بأن يتناول الخمر أكثر من مرة، إلى أن وصل إلى حالة من السكر جعلت المخرج يأجل التصوير بسبب عدم تمكن عدلي من الوقوف على قدميه بسبب ماتناوله من خمر.
علاقته بالسينما
وفقًا لحوار ابنه الفنان ممدوح عدلي كاسب في برنامج “يسعد صباحك” على التليفزيون المصري، كان عدلي كاسب محبًا للتمثيل وقادر على معايشة أي شخصية يؤديها، لهذا أطلقوا عليه “الفنان ذو الألف وجه”، و”عفريت السينما”.
وعن الأدوار التي كرهها، قال ممدوح إن والده كره دور أبو جهل، في فيلم “هجرة الرسول” رغم براعته فيه، وذلك لأنه كان رجلا مصليا ومؤمنا، وكره أن يقرن اسمه باسم أبو جهل.
أما عن أقرب أفلامه لقلبه، وأقربها لشخصيته الحقيقية، فهو دوره فيلم “لقاء في الغروب” حيث كان “طيب جدًا”، وفقا لشهادة نجله.
علاقاته في الوسط الفني
كان عدلي كاسب محبا لأسرته جدا، ويعشق الجلوس في المنزل، وكان من أصدقائه المقربين في الوسط الفني، عبدالمنعم إبراهيم، وشكري سرحان، وسعيد أبو بكر، وصلاح سرحان، وإبراهيم سعفان، وكان يحب حسن فايق، حب الأستاذ، وعندما أصيب الفنان الراحل حسن فايق بالشلل النصفي في نهاية حياته، كان كاسب الفنان الوحيد الذي يزوره باستمرار في منزله.
رحيله
رحل عدلي كاسب، وهو مبتسم، وكان يسمتع إلى القرآن من مقرئه المفضل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ورحل مثل أشقائه الثلاثة طه وإحسان وعطية، توفوا جميعًا بـ”أزمة قلبية”.
وتوفي كاسب، بعد إصابته بإزمة قلبية عقب عودته من بروفات عمل جديد مع الفنان حسن يوسف، والمخرج إبراهيم الشقنقيري، في 13 سبتمبر 1978، عن عمر ناهز 60 سنة.
روتين معتاد
كان روتين عدلي كاسب المعتاد في يوم الجمعة، أن يذهب للصلاة في مسجد سيدي الأنصاري في منطقة مصر القديمة، ويجلس بعد الصلاة ليقابل أهل المنطقة ويسلم على الناس وكان يحرص يوم الخميس على الصلاة في مسجد الحسين.
وكان يحب السير في الشوارع وكان يبرر هذا بأنه يستقي من ملامح الناس أدوات يتقمص بها شخصياته، وكان يتمتع بمحبة كبيرة من كل مكان يذهب إليه وكان الناس ينادونه بأسماء شخصياته.
رحيل نجله
ولد ممدوح عدلي كاسب، في 25 نوفمبر 1949 وتخرج في كلية التجارة وعمل في مجال البترول لمدة 18 عاماً، ثم اتجه مثل والده للتمثيل، فعمل ممثلًا بالمسرح القومي المصري، بجانب التمثيل فقد كان أيضًا فنانًا تشكيليًا وقدم أعمالًا فنية بتشكيل الصدف والقواقع البحري.
وأقام ممدوح، العديد من المعارض الفنية بمصر وبالخارج، كما كان عازفًا للدرامز وكان والده الفنان عدلي كاسب هو من شجعه على تعلم الإيقاع، وكان كذلك سباحًا ولاعبًا لكرة الماء، وشارك في بعض الأعمال الفنية التلفزيونية منها “قاسم أمين، الدالي، اختطاف”، ولعل أشهر أدواره، دور الرجل الصعيدي الذي قرر الأخذ بالثأر في مسلسل “عباس الأبيض في اليوم الأسود”.
وشارك أيضًا بعدد من المسرحيات يُذكر منها مسرحية “ليالي الأزبكية”، ورحل الخميس 25 سبتمبر 2014 عن عمر يناهز الـ65، وتم تشييع الجنازة من مسجد النور بالعباسية.