قدمت عملاق الطاقة البريطانية بي بي وشركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) عرضا غير ملزم لشراء حصة قدرها 50% من أسهم شركة الطاقة الإسرائيلية نيوميد إنرجي، في صفقة بقيمته ملياري دولار، وفق ما قالته نيوميد في إفصاح إلى بورصة تل أبيب أمس.
تفتح الصفقة الباب أمام الشركتين لدخول قطاع الطاقة الإسرائيلي لأول مرة، حيث تتطلعان إلى جزء من صناعة الغاز المتنامية في شرق البحر الأبيض المتوسط وتصبحان من الموردين الرئيسيين للغاز إلى أوروبا.
العرض: ستشتري بي بي و أدنوك الأسهم حرة التداول لشركة نيوميد البالغة نسبتها 45%، إضافة إلى 5% أخرى من حصة ديليك جروب البالغة 55% في الشركة حاليا، مما يجعل نيوميد مملوكة مناصفة بين التحالف وديليك جروب حال إتمام الصفقة. عرض التحالف 12.05 شيكل للسهم الواحد، ما يقدر قيمة الشركة بنحو 14.1 مليار شيكل (4 مليارات دولار) إجمالا. ويأتي العرض بزيادة 72% عن سعر سهم نيوميد قبل الإعلان عن الصفقة.
رد فعل السوق:أغلق سهم نيوميد مرتفعا بنسبة 37% بنهاية تعاملات أمس إلى مستوى 9.98 شيكل على خلفية الإعلان عن الصفقة. وارتفع سهم بي بي بنسبة 2.3% في بورصة لندن.
الشركات الثلاث تلعب دورا أساسيا في قطاع البنية التحتية للغاز بمصر:
نيوميد تمتلك 45% من حقل ليفايثان للغاز الذي يغذي محطتي الإسالة في إدكو ودمياط بمصر، وتمتلك أيضا حصة 30% في حقل أفروديت القبرصي، والذي من المقرر ربطه بمحطات الإسالة المصرية بحلول عام 2025.
بي بي تنتج حاليا أكثر من 60% من إجمالي إمدادات الغاز في مصر، حيث بلغ إنتاجها العام الماضي 1.3 مليار قدم مكعبة يوميا. وتستثمر الشركة أيضا لتوسيع عملياتها الاستكشافية، إذ حصلت العام الماضي على ثلاثة امتيازات جديدة في البحر المتوسط.
أدنوك دخلت قطاع توزيع الوقود بالسوق المصرية في وقت سابق من هذا العام، بعد أن استحوذت ذراعها للتوزيع على 50% من توتال إنرجيز مصر.
يعني ذلك الكثير لخطط مصر الطموحة كي تصبح مركزا إقليميا للطاقة: “تدور هذه الشراكة حول شرق البحر المتوسط – إسرائيل وقبرص ومصر”، وفق ما قاله الرئيس التنفيذي لنيوميد يوسي آبو، في مقابلة مع بلومبرج. وصرح آبو لرويترز بأن الصفقة “علامة ثقة على تحول منطقة شرق المتوسط إلى مورد رئيسي للغاز إلى أوروبا”.
ما هي تلك الطموحات؟ تسعى مصر إلى تعظيم صادراتها من الغاز الطبيعي، وسط مساعي الاتحاد الأوروبي لإيجاد موردين جدد لسد الفجوة التي خلفها فقدان الإمدادات الروسية من الوقود الأحفوري، بينما تستهدف وزارة البترول زيادة صادرات البلاد من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 40% بحلول عام 2025، والتي سيشحن الجزء الأكبر منها إلى السوق الأوروبية. ووقعت الحكومة العام الماضي اتفاقية تاريخية مع إسرائيل والاتحاد الأوروبي للمساعدة في تعزيز الصادرات.
تترقب مصر بالفعل المزيد من واردات الغاز من نيوميد: قبل عرض تحالف بي بي وأدنوك، أفصحت نيوميد عن خطط لإنفاق 100 مليون دولار لزيادة الإنتاج من حقل ليفياثان بنسبة 75%، والتي سيخصص جزءا منها لمحطات إسالة الغاز في مصر.
ولكن هناك ما قد يعترض تلك الخطط: تخطط نيوميد لإنشاء محطة إسالة عائمة تسمح لها بتصدير الغاز الطبيعي المسال مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي، متجاوزة محطات الإسالة المصرية. كما أن بي بي وأدنوك “لديهما الخبرة التقنية والتشغيلية في مرافق الغاز الطبيعي المسال العائمة وتسويقه أيضا”، وفق ما قاله آبو لبلومبرج.
هناك المزيد مستقبلا؟ المشروع المشترك “سيركز على تنمية الغاز في المناطق الدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك شرق المتوسط”، حسبما ورد في بيان من الشركتين، إذ تعتزمان “استكشاف مجموعة من الآليات لتشكيل شراكتهما الجديدة والتوسع المحتمل فيها”