جمعت الفنان فريد الأطرش علاقة حب بالملكة ناريمان طليقة الملك فاروق، التي كان يعرفها من قبل زواجها من فاروق.
وتناول الموسيقار الكبير تفاصيل العلاقة التي جمعته بناريمان بعد طلاقها من فاروق وعودتها إلى مصر في مذكراته التي كتبها ونشرتها مجلة الموعد نهاية الستينات.
وقال الأطرش في الحلقة 35 من هذه مذكراته المنشورة والتي أهداها لنا المؤرخ الفني نعيم المامون، أنه عندما شبت ثورة يوليو 1952 لتطهر أرض مصر من الفساد خرج فاروق من مصر وتطوى صفحة عار لتبدأ صفحة بناء وشرف، وذهبت ناريمان إلى حيث قذ فتها الباخرة المصرية على شاطئ روما وهي تحمل بين يديها ولي العهد ابنها الملك أحمد فؤاد.
وأوضح فريد الأطرش في مذكراته أن فاروق خطف ناريمان من خطيبها المحامى المرموق ليتزوجها ، وبعد خروجه من مصر اعتاد أن يرتاد الملاهى الليلية وغرق في الفضا ئح حتى فرت منه ناريمان وعادت إلى مصر.
وأشار الموسيقار الكبير إلى أنه كان يحلم بناريمان ويراها تتسلق جبل ثم تسقط من فوقه وتقف على قدميها وتجري.
وبعد عودتها لمصر لم يتردد فريد في زيارة منزل أسرة الملكة السابقة مشيرا إلى انه كان يتردد كثيرا على هذا البيت قبل زواجها من فاروق وارتقى به هذا البيت كفنان إلى مستوى الملوك والأمراء ولم يستطع أن يتنكر له بعد أن تحول حاله وأطفئت أنواره، مشيرا إلى أن الناس وقتها كانوا يتجنبون زيارة هذا البيت، وأن الصحف كتبت عن زيارته هذه لمنزل أسرة ناريمان ولكنه لم يهتم.
وأوضح فريد الأطرش أن ناريمان كانت تعامله ببساطة لأنه لم يكن دخيلا أو ثقيلا على الأسرة ولم تتردد في ان تطلب منه شيئا، مشيرا إلى أنها طلبت منه أن ترى فيلم ” لحن الخلود” في عرض خاص، وعندما وصل لصالة العرض وجد كل العاملين والمسئولين في استديو مصر اختفوا خوفا من أن يقال أنهم استقبلوا الملكة السابقة.
وأكد فريد أن والدة ناريمان كان تعامله بحفاوة، وكان قلبه يرق لناريمان الحزينة ويتمنى إسعادها، بعد أن اختمرت في ذهنه أن يطرح عليها فكرة الزواج منه.
وقال فريد :”فكرت في أننى ينبغي أن أتزوج فقد جربت المـ ـر ض في فترات متفاوتة ولم أجد من تضع أناملها على جبيني لتمسح عني الحمى، وأسمهان مضت إلى القبر ولا يوجد من يحنو على حنوها، خاصة بعد أن اختارت أمي العزلة بعد رحيل ريحانة البيت، وأصبحت الوحدة قا تلة”.
وتابع:”ناريمان ملكة سابقة من أسرة كريمة وأنا فنان مرموق من أسرة لا تقل كرماً وكرامة وصعد بي الفن إلى مستوى القصور، وأكسب من عرق جبيني ثلاثين ألف جنيه في العام من ألحاني وأفلامي، في حين كان الملك ينهب من عرق جبين الشعب، وأهل ناريمان يحبوني ويرحبون بي ويسألون عني دائما”
وأضاف:”ما يبدو من ناريمان يقطع بميلها لي وفي لمسات يديها ونظرة عينيها أشعر بناقوس الحب، ولكن سرعان ما يتلاشى ذلك وأظن أن ذلك نتيجة صراع في داخلها”.
أما باقى الحكاية فقد ذكرها الكاتب والمؤرخ سعيد الشحات في مقاله “ذات يوم” بتاريخ 1 يناير 2017، واستد فيه إلى مذكرات الكاتب والناقد الفني عبدالنور خليل الفنية المنشورة بجريدة «نهضة مصر» ومنها مقال بعنوان «غرام الملكة والفنان.. فريد وناريمان»، حيث أشار إلى أن الصحف تناقلت أخبار الزواج المرتقب من الملكة السابقة والفنان فريد الأطرش، ولم يرق هذا لأم ناريمان فأصدرت بيانا تحذر فيه الأطرش من مجرد التفكير فى هذا الأمر، وطالبته بمعرفة قدر نفسه ومراعاة الفوارق الاجتماعية.
وحسب «خليل» لم يتحمل الأطرش هذا الهـ ـجوم من والدة ناريمان، فرد عليها محاولا توضيح أصله وحسبه ونسبه، قائلا: «إننى أمير من نسل أمراء الدروز.. أبا عن جد.. بينما ناريمان لم تحصل على صفة الملكة إلا بعد زواجها من الملك، وها أنا أضع كل حسبى ونسبى وثروتى كلها أمامها»، ووفقا لـ«خليل» فإن الملكة خافت من والدتها فرفضت هذا العرض، ما جعله يصاب بذبحة صدرية فى يناير 1954، واعتكف عن العمل فترة من الوقت.