تميزت بطريقة أداء خاصة، وضحكة مميزة خالصة صادرة من القلب، تتمتع بنظرات تجمع بين الطيبة والاستكانة، وأحيانا يلفها الخبث والدهاء، ملكت حضورًا لافتًا ومشعًا، أدوراها كانت قصيرة جدا، بينما كان الأداء عاليًا للغاية، فهى ممثلة كبيرة القدرات والإمكانات، قد لا يعلم الكثير اسمها، هي الفنانة القديرة ثريا فخري “1914/1966″، وخلال السطور المقبلة نستعرض نبذة عن حياته ومشواره الفنى كما رصده كتاب “أبيض وأسود”.
رغم بساطة الأدوار التي كانت تؤديها، فإنها تملك أسلوبًا خاصا بها وإطارًا يحفظ للدور خصوصيته، ولا يستطيع لأحد أن يعلو به أو أن يضع بصمته، فهي تعطى لهذه الأدوار الروح وتبث بها الحياة، وتلك عبقرية تحتاج في المقام الأول إلى فطرة نقية وتلقائية غير مصطنعة حتى تنج في ترك أثر عند الجماهير، فقد استطاعت أن تصنع من مشاهد قليلة قيمة كبيرة والأمثلة على ذلك كثيرو، فدورها في فيلم “يوم من عمري” حيث جسدت مربية “زبيدة ثروت” وأيضا دورها في فيلم “رد قلبي” حيث كانت تلعب دور مربية الأميرة إنجي، وغيرها الكثير والكثير.
نشأت الفنانة الراحلة ثريا فخري في أسرة متوسطة الحال في مدينة زحلة اللبنانية، كان والدها يعمل في تجارة الأقمشة، حصلت على قسط من التعليم في مدارس حكومية ولكن لظروف اجتماعية لم تكمل تعليمها، في فترة تواجدها فى المدرسة قامت بتجسيد أدوار كثيرة في الحفلات المدرسية لاقت استحسان زميلاتها وأساتذتها، وهذا ما جعلها تعشق الفن.
التحقت ثريا فخري بإحدى الفرق المسرحية في لبنان، ولكن لم يدم كثيرًا فقد تعثر الأب في تجارته وقرر أن يصفى أعماله في لبنان متوجهًا إلى مصر في مدينة الإسكندرية، وكانت حينذاك تبلغ ثريا 25 عامًا، وهناك التحقت بفرقة على الكسار وقدمت معه أكثر من 30 مسرحية، تزوجت في بداية عملها الفني ولكنها لم توفق وانفصلت، ثم تزوجت مرة أخرى واستمر الزواج 10 سنوات حتى رحل زوجها، لتتزوج زوجها الثالث من الممثل فؤاد فهيم وكان رجلا ثريا ترك لها ثروة لا بأس بها، ذهبت جميعها بعد رحيلها لوزارة الأوقاف لعدم وجود وريث لها، حيث أنها لم تنجب أطفالا.