فيروس جديد يضرب الصين.. والعالم يترقب
في الوقت الذي يتخوف فيه العالم من موجة ثانية من فيروس “كورونا” المستجد، صدم بأنباء أخرى من الصين تفيد بظهور فيروس جديد.
علماء صينيون أعلنوا عن ظهور فيروس جديد اسمه G4 EA H1N1 ، لافتين إلى أنه سلالة جديدة من الإنفلونزا المنتقلة من الخنازير للإنسان، وأن البشر لا يملكون مناعة ضدها بعد.
ومن جانبها، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر، وأعلنت أنها ستقرأ بعناية التقارير الواردة من الدراسة القادمة من الصين عن الفيروس، الذي تم اكتشافه في الخنازير بمسالخ في الصين.
وقد سلطت دراسة، تم نشرها في الدورية الأميركية للأكاديمية الوطنية للعلوم، الضوء على سلالة من إنفلونزا الخنازير من فصيلة G4 الجينية والتي تتوفر فيها جميع السمات الأساسية لفيروس وبائي محتمل، وحذر علماء الأحياء الصينيون، الذين أجروا البحث، من أنه يجب تطبيق مراقبة دقيقة فورية للبشر، وخاصة العاملين في صناعة لحوم الخنازير.
كريستيان ليندميير، مسؤول بمنظمة الصحة العالمية، قال في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الثلاثاء: “سنقرأ الورقة بعناية لفهم ما هو جديد، ومن المهم التعاون على صعيد النتائج ومواصلة مراقبة أعداد الحيوانات”.
وتابع: “الفيروس يسلط الضوء على أن العالم لا يستطيع أن ينسى الحذر من الإنفلونزا، كما يحتاج إلى أن يكون يقظاً وأن يواصل المراقبة حتى في ظل مواجهة جائحة كورونا”.
وأضاف: “الدراسة قد نقلت قول بروفيسور صيني، اسمه كين تشو شانغ: “نحن مشغولون حالياً بفيروس كورونا المستجد، ومعنا الحق بذلك، لكن لا يجب أن نغفل عن الفيروسات الجديدة التي يمكنها أن تكون خطيرة مثل فيروسات G4 الخنزيرية، الحاملة جميع السمات الأساسية لفيروس مرشح لأن يصبح جائحة، فهو قد يصيب عمالاً في مسالخ بالصين، أو موظفين آخرين يتعاملون مع الخنازير”.
والفيروس الجديد هو مزيج من 3 سلالات، أحدها مماثل للموجودة بالطيور الأوروبية والآسيوية، والثانيH1N1 والذي كان بأميركا الشمالية، والمحتوية سلالته على جينات من فيروسات انفلونزا الطيور والبشر وإنفلونزا الخنازير، لذلك فإن فيروس G4 الجديد، مثير للقلق بشكل خاص، لأن الشر لا يملكون مناعة ضده بعد، فأن اللقاحات المتوافرة حالياً لا تحمي من السلالة الجديدة، لكن هناك إمكانية لتعديلها وجعلها فعالة.
ويقول الأسترالي Edward Holmses عالم الأحياء بجامعة سيدني، والمتخصص بدراسة مسببات الأمراض: “يبدو أن الفيروس الجديد بطريقه للظهور في البشر، وهذا الوضع يحتاج إلى مراقبة دقيقة”.
وتماشى معه عالم آخر، هو الصيني Sun Honglei المتخصص في التأليف العلمي، بتأكيده على أهمية مراقبة الخنازير الصينية للكشف عن الفيروس، قائلا: “لأن إدراج جينات G4 من وباء H1N1 يمكنه تعزيز التكيف مع الفيروسات، مما يؤدي إلى انتقال العدوى من إنسان لآخر”.
فريق علمي آخر، بقيادة العالم Liu Jinhua ، الناشط بالجامعة الزراعية الصينية، قام بتحليل 30 ألف “خزعة” تم سلخها من أنوف خنازير في مسالخ 10 مقاطعات صينية، إضافة إلى 1000 أخرى من خنازير عليها أعراض تنفسية، واتضح من هذه العينات التي تم جمعها بين 2011 و2018 أن فيها 179 فيروساً من إنفلونزا الخنازير، معظمها من سلالة G4 ، واتضح أن G4 أظهر من 2016 زيادة حادة، وهو النمط الجيني السائد في تداول الخنازير المكتشفة في 10 مقاطعات صينية على الأقل.
وأكدت Martha Nelson ، عالمة الأحياء في “مركز فوغارتي العالم” بالولايات المتحدة، أن احتمال انتشار الفيروس الجديد كوباء منخفضة، وأضافت: “لكننا يجب أن نكون يقظين، لأن الانفلونزا يمكن أن تفاجئنا”.
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إلى أن الحكومة تتابع عن كثب التطورات المتعلقة بهذا الأمر، وأكد: “سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع انتشار أي فيروس”.