تعيش في الفيوم وتعشق الفول والطعمية.. قصة “أمينة” الإيطالية التي أشـهـرت إسلامها وتزوجت من مصري
«نظرة فابتسامة فكلمة فلقاء» هكذا تعرف كلاهما على الآخر، خلال زياراتهما للمر ضى بأحد المستشفيات، حيث تبادلا الحديث، وذات يوم كانت الأمطار شد يدة، فوقفت الفتاة على جانب الطريق تنتظر سيارة، فعرض عليها الشاب «توصيلة» فوافقت لتحتمي من الأمطار، ولتتفاجآ بأنهما جاران يسكنان بجوار بعضهما البعض، قبل أن يقعا في الحب ويتزوجا، رغم اختلاف جنـ ـسيتـ ـيهما وديانتيهما، ليعيدا مشهدا لا يتكرر كثيرا إلا في الأعمال الدرامية.. إنهما «ديسيريه مانكوري»، الإيطالية، ومحمد جمال، الشاب المصري.
ليست فقط قصة حبهما مختلفة، ولافتة للنظر، ولكن الأغـ ـرب أنّ «ديسيريه» قررت ترك إيطاليا والعيش في قرية بسيطة نائية بمحافظة الفيوم تُدعى «تطون» بنطاق مركز إطسا، حيث تعلمت الطهي المصري، وأنجبت 4 أبناء، وأشهرت إسلامها والأغرب أنّها تملأ «دلو» المياه من البحر في حالة انقطاع المياه، وأصبحت تتحدث اللهجة الريفية بطلاقة وكأنها ولدت وترعرعت في الريف.
تروي «ديسيريه» أو «أمينة» كما أسماها أهل زوجها رحلة تعرفها على زوجها محمد جمال في إيطاليا، حيث بدأت القصة من أحد المستشفيات هناك، قائلة إن جدها كان مر يضًا ويخـ ـضع للعلاج في المستشفى، وكانت تزوره كل أربعاء، في حين إن زوجها كان لديه صديق مصـ ـاب ويخـ ـضع للعلاج في نفس الغرفة وكان يزوره وتكرر لقائهما خلال زيارة ذويهما في المستشفى عدة مرات.
وتابعت «ديسيريه» أنّه ذات يومٍ خرجت من المستشفى بعد انتهاء الزيارة، وفوجئت بهطول الأمطار بغزارة، وكانت تقف على الرصيف منتظرة «سيارة» لتوصلها، وفو جئت بـ«محمد» يقف لها ويعرض مساعدتها وتوصيلها فوافقت، خصوصًا أنّ المستشفى يقع أعلى قمة جبل ومنزلها أسفل الجبل، وفوجئا خلال حديثهما بأنّهما جيران يسكنان في نفس المنطقة، فتبادلا أرقام الهواتف وبدأ يتحدثان معًا، ولم يمر إلا شهرين حتى قررا الزواج.
وأردفت قائلةً «حينما قررنا الزواج كان الخبر كالصـ ـاعقة على أسرتي ورفـ ـضوا تمامًا خصوصًا أنه مصري ومسلم، وهي إيطالية ومسيحية، فاضـ ـطرت إلى الزواج منه في مارس 2006 دون أن تخبرهم ووضعتهم أمام الأمر الواقع، فقا طعو ها ما عدا جدتها كانت تدعمها، وبعد ذلك جاءت إلى مصر رفقة زوجها، لتتعرف على أسرته ويتعرف عليها، وكانت حاملا في طفلها الأول، وأعجبتها مصر كثيرًا، وبعد عودتها إلى إيطاليا فكرت كثيرًا ثم طلبت من زوجها أن يعيدها إلى مصر لتعيش برفقة أسرته».
وأشارت «ديسيريه» إلى أنها تعيش في مصر منذ 15 عامًا، وسافرت خلالها لزيارة أسرتها، التي كانت في كل مرة تتقبل زواجها بشكل أكثر، ولكن لا يزال شقيقها رافـ ـضًا تلك العلاقة حتى الآن، فيما تقبلت والدتها الأمر تمامًا منذ عامين واستقبلت حماتها في منزلها خلال زيارتها لإيطاليا.
وبيّنت أنّها أم لأربعة أبناء كريم (13 عامًا)، وجمال (7 عامًا)، وأحمد (4 أعوام)، وسارة (4 أشهر)، بالإضافة إلى فارس، الذي توفي بعد ثلاثة شهور من ولادته، موضحة أن زوجها شرح لها عن الإسلام، فقررت أن تشهر إسلامها وارتدت الحجاب برغبتها، وحينما تسافر إيطاليا تلتزم بارتداء الملابس «المحترمة» والحجاب أيضًا.
ولفتت إلى أنّها أصبحت تجيد الطبخ المصري، مثل المحشي والأرز والشعرية والملوخية، وتحب كثيرًا الفول والطعمية والباذنجان المقلي، كاشفةً أنّها عندما تُسافر إيطاليا تطهو لهم الأكل المصري داخل المنزل ويأكلون «طعام إيطالي» فقط عندما يخرجون للتنزه، مازحةً بأنّها ذات مرة قررت عمل «جلاش» ونسيت «الشربات» وعندما ضحك عليها زوجها وأبنائها رفضت أن تُعد الشربات وأكلوا الجلاش مقلي دون «شربات».
وأوضحت أنّها تُحب الأكل الإيطالي، لكنها لا تجد مكوناته في مصر، سواء المكرونة أو أنواع الجبن المختلفة، كما أنّ أسرة زوجها لا يحبون الأكل الإيطالي، خصوصًا أنّها تعيش في «بيت عائلة»، وأكثر ما تحبه هي عادات «السبوع» حيث نظموه لجميع أبنائها، وآخرهم سارة، حيث يدقون «الهون» ويتخطون من فوق الطفل سبع مرات، ويضعونه في الغربال ويقولون «اسمع كلام أبوك ومتسمعش كلام أمك».