“طخه بس متعوروش يا بوي”.. نبيلة السيد صاروخ الكوميديا التي بدأت من “غزل البنات” وقضى السرطان على أحلامها
“عريس يا بوي”، “طخه بس ما تموتوش يا بوي”.. إفيهات علقت في أذهان الجمهور، برعت في أدائها الفنانة الراحلة نبيلة السيد، خلال دورها في فيلم “البحث عن فضيحة” في دور “مسعدة”، والتي ظهرت فيها بدور فتاة تبحث عن عريس والجميع يفر منها، فهي تعتبر من أشهر الكوميديانات في تاريخ السينما المصرية، فأدائها الفريد جعلها تحظى بلقب “خليفة وداد حمدي”.
قدمت “نبيلة” العديد من الأفلام التي تركت بصمة فيها، كدورها في فيلم “ممنوع في ليلة الدخلة”، مع الفنان عادل إمام، حينما جسدت دور الحماة الظالمة التي تنتهز جميع الفرص للنيل من زوج ابنتها، ورافقت السندريلا، خلال فيلم “خلي بالك من زوزو”، والتي أضافت بدورها طبيعة مختلفة للعمل.
ويقدم “أهل البلد” ملامح من حياتها في السطور التالية:
تلميذة نجيب الريحاني
من فصل الأستاذ حمام (الفنان نجيب الريحاني) أطلت نبيلة السيد أول مرة في السينما المصرية عام 1949م، في فيلم “غزل البنات” كواحدة من تلامذته في المدرسة التي يفصل منها في بداية الفيلم، وكان ذلك عن طريق والد زميلتها في المدرسة الذي كان يعمل في السينما ويبحث عن بنات صغيرات لتقديم هذا المشهد مع نجيب الريحاني.
وقعت نبيلة في غرام الأستاذ نجيب الريحاني، فلم تترك عرض مسرحي له إلا وحضرته، ونالت فرصتها الأولى مسرحيًا من خلال مسرحية “30 يوم في السجن” حين تغيبت إحدى الممثلات عن العرض، وكانت هي تحفظ الدور عن ظهر قلب، فعرضت عليهم أن تقدم الدور بدلا منها، وكان لها ما أرادت، ابتعدت نبيلة لفترة قرابة عشرة أعوام عن التمثيل لتعود بدور ثانوي في فيلم “حب ودلع” مع هدى سلطان.
اعتذرت عن دور الأم
اعتذرت عن دور “الأم” في مسرحية “العيال كبرت” قبل أن يتم تسجيلها إلى التليفزيون، وحلت مكانها الفنانة الراحلة كريمة مختار، التي شكل لها هذا الدور فارق كبير في مسيرتها الفنية.
شائعة زواج
في مطلع الثمانينات قدمت مع الفنان الراحل محمد رضا العديد من الأعمال الفنية وشكلا ثنائيا شهيرا، وتنوعت تلك الأعمال ما بين سينما ودراما ومسرح، ومن بين تلك الأفلام “ممنوع في ليلة الدخلة، شياطين إلى الأبد، رضا بوند”، وظهرت نبيلة بمعظم الأفلام في دور زوجته، فظن الكثير من الجمهور أنها زوجته بالفعل.
الباروكة البيضاء
ولم تقتصر خفة دمها على أعمالها فقط، وإنما حتى في حياتها، فروت نبيلة موقفا كوميديا لها أثناء تقديم مسرحية “المغفل”، حيث كانت تقوم بدور امرأة عجوز، والدة للفنان فهمي أمان الذي ربما كان يكبرها بـ 18 عاما وقتها، “لبست باروكة بيضة وأنا على المسرح لتقديم دور سيدة عجوز، والباروكة طارت، فضلت أبكي، وقلت راح عمري ووقع على المسرح، المخرج قال لي إزاي، قلتله مش ده عمري، ليضحك الجميع”.
زواجها من رجل يصغرها بـ 15 عامًا
تزوجت الملحن حسن نشأت، وكان يصغرها بـ 15 عامًا، والذي كان متيما بها، وكان ينتظرها في كواليس مسرحياتها ونشأت بينهما قصة حب ووفاء حتى النهاية.
هزمها السرطان
عاشت نبيلة السيد، تجربة قاسية مع مـ ـرض السرطان الذي حاولت مرارًا وتكرارًا مقاومته باستمرارها في المشاركة في الأعمال الفنية، وعلى رأسها آخر أفلامها “القطار”، الذي عُرض بعد وفاتها، ومسلسل “كابتن جودة”، إضافة إلى آخر عروضها المسرحية، “ابتسامة وراء القضبان”، ووضع اسمها على “الأفيش” كأول اسم لأول مرة في مسيرتها الفنية.
كانت ترفض كل الزيارات باستثناء الفنان صلاح السعدني، الذي اعتبرته شقيقًا أصغر لها، وكأنها تقول للمـ ـرض وهي تقاومه جملتها الشهيرة في فيلم “البحث عن فضيحة”، “طخه بس ما تموتوش يا بوي”، ولكنها لم تصمد كثيرًا، وفارقت الحياة في 30 يونيو عام 1986.