يخطئ البعض الحكم على الفنانين ممن أجادوا أدوار الشر على الشاشة، حتى أنهم يلصقون بهم التهم ولعل خير مثال على ذلك الفنان توفيق الدقن، التي اعتقدت والدته أنه بالفعل لص شرير ومدمن للخمر فماتت كمدًا عليه ولم يمهله القدر الحصول على فرصة لتوضيح حقيقة موقفه.
وخلف الضحكات الماكرة لأشهر شرير عرفته السينما المصرية اختبئ إنسان خجول طيب القلب لا يهوى الشر ولا يسعى لإيذاء الآخرين، فقد عُرف عن الدقن خجله الشديد وتردده في مصافحة زملائه خوفًا من أن يحرجه أحد، لذلك كان أصدقاؤه بالوسط الفني قليلين للغاية وأقربهم إليه كان الفنان الراحل محمود المليجي.
خجل الدقن ظهر جليًا في أحد مواقفه مع صديق آخر عزيز لديه، وهو الفنان رشدي أباظة الذي كان يتردد عليه باستمرار في منزله بالعباسية، وذات يوم جاء أباظة لزيارته كالمعتاد فشاهد سيارة الدقن «الأمريكاني» وأعجب بها كثيرًا واستأذنه أن يأخذ جولة، وبالفعل رحب الدقن وركب بجواره وقام أباظة بالقيادة.
ولكن على ما يبدو أن دنجوان السينما المصرية كان حديث العهد بقيادة السيارات الأمريكاني، فاصطدم بكل الأكشاك التي كانت موجودة في شارع العباسية وتحطمت السيارة، وعلى غير المتوقع لم يغضب الفنان الخجول من صديقه وتناول الموقف بسخريته المعهودة بل قام أيضًا بدفع تعويضات لأصحاب الأكشاك المتضررة، ثم باع سيارته واشترى أخرى بقيت معه حتى وفاته، ولكن هل حاول أباظة أن يكرر فعلته وأن «يلف بها لفة» أخرى أم لا؟