عاشت مصر ليلة استثنائية لحدث استثنائي، بعد العرض الرائع لموكب نقل 22 من المومياوات الملكية منها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، من المتحف المصرى فى ميدان التحرير إلى المتحف القومى للحضارة المصرية فى الفسطاط.

كان الحدث الذي امتد لقرابة الـ 3 ساعات مليئًا بالتفاصيل التى تحكى كل منها الكثير والكثير عن حضاراتنا المصرية، فكل شىء كان موجودًا لهدف، مهما كانت التفصيلة بسيطة كان معناها كبيرًا، وهو ما دفع المتابعين حول العالم لتحليل كل شىء، وفهم الرسالة التى يقدمها والتى تتعلق بحضارتنا المصرية القديمة التى أبهرت العالم بكنوزها.

وقد حملت ملابس الفنانين أيضًا رسائل مهمة، فعلى الرغم من مشاركتهم بملابس عصرية إلا أنها لم تخلُ من ربطها بالحضارة المصرية القديمة من خلال دبابيس زينت بدلهم الراقية مثل مفتاح الحياة وزهرة اللوتس وعين حورس وكلها تحمل معاني ورسائل نابعة من أجدادنا القدماء.

ونقدم في هذا التقرير تفسير الرموز الثلاثة ودلالاتها من الحضارة المصرية.

مفتاح الحياة

ارتدى الفنان أحمد عز بدلة أنيقة، مزينة بمفتاح الحياة أو مفتاح النيل أو العنخ في الحضارة القديمة، وهو رمز هيروغليفي قديم كان يستخدم في الكتابة والفن وهو رمز الحياة الأبدية عند المصريين القدماء بعد الموت، كما أنه يمثل عنصري الحياة الذكر والأنثى في إطار شكلي مميز، يرمز إلى أن الاتحاد المثمر بينهما هبة من الله، وكان يحمله الآلهة والكهنة في المعابد الفرعونية.

زهرة اللوتس

كما ارتدى الفنان كريم عبد العزيز دبوس زهرة اللوتس وهى الزهرة المقدسة في الحضارة المصرية القديمة، تعبر عن نقاء الروح، و حملت أهمية جنائزية كبيرة، فقد ظهرت اللوتس على مقابر طيبة حيث يظهر المتوفى مع ابنته على القارب في المياه حيث تقطف له براعم اللوتس،  وكانت تقدم مع البردي وزهرات أخرى في القرابين الطقسية للموتى،  وظهر الناس يشمون الزهور بقدسية، وقد تغطت جثة توت عنخ آمون بزهور اللوتس.

عين حورس

زين الفنان أحمد حلمي بدلته الأنيقة بدبوس عين الإله حورس، وقد اعتبر المصريون القدماء حورس إله العدل والخير، وأصبحت عينه العين الحارسة التى تحمى الإنسان من الشـ ـرور والأمـ ـراض، واتخذها الفراعنة كتميمة لتحمى عروشهم، وكرمز لاستقرار نظام الدولة، وقد أثبتت بعض الدراسات أن عين حورس وجدت مع أوشام أخرى على أجساد المومياوات المصرية، لتكون بمثابة الحماية من الحسد ومن الأرواح الشـ ـريرة ومن الحيوانات الضارة ومن الأمـ ـراض.