شهد تاريخ السينما المصرية فى حقبة الخمسينيات والستينيات بزوغ فنانين وشخصيات فنية من أصول يهودية، أخذوا نصيبًا كبيرًا من الشهرة، وأصبح الأغلبية من الشعب المصري يعرفونهم ويعشقون فنهم، وكانت لهم أدوار متميزة ومؤثرة في السينما والمسرح والتليفزيون، حتى الإنتاج السينمائي تولى مقاليد صناعته منتجون يهود أيضًا، ولم تمنعهم ديانتهم اليهودية من إظهار مواهبهم الفنية بل وتحقيق نجاح يفوق في بعض الأحيان الفنانين المصريين الأصليين.

ونرصد لكم في هذا التقرير أولاً: فنانين يهود أعتنقوا الإسلام

نجمة إبراهيم

اسمها الحقيقى “بوليني أوديون وأشتهرت بأدوار الشر وهي من أسرة يهودية مصرية بالقاهرة، ودرست في مدرسة الليسيه بالقاهرة، ولم تكمل دراستها بسبب حبها للفن، وكانت تؤيد ثورة يوليو 1952، اعتنقت الإسلام قبل وفاتها وتوفيت في عام 1976 ودفـ ـنـ ـت في القاهرة، ليكون رصيدها في السينما المصرية 23 فيلم سينمائي.

ليلى مراد

صاحبة الصوت الملائكي والتيى اشتهرت بعدة بطولات سينمائية مثل: “ليلى بنت الفقراء” ،”عنبر” ،”غزل البنات” و”سيدة القطار” اسمها الحقيقى “ليليان زكي مراد موردخاي” وقد أعلنت إسلامها عام 1946 ، وفي عام 1952م طالتها شائعة تبرعها لإسرائيل، فساهمت في قطار الرحمة الثالث لجمع تبرعات لتسـ ـليح الجيش المصري، ورفضت أيضًا ضغوطات لتهجـ ـيرها إلى فلسطين، وفضلت البقاء في مصر حتى وفاتها في 21 نوفمبر عام 1995.

نجوى سالم

اسمها الحقيقى “نينات شالوم” فنانة مسرحية بدأت مع فرقة بديع خيري، ومن أشهر أعمالها مسرحية “حسن ومرقص وكوهين” و”لوكاندة الفردوس”، وقد أصابتها اليهودية بوسواس قهري، حيث أحست أن هناك من يتـ ـعقـ ـبها ويخطط لقتـ ـلها، ولكنها أعلنت إسلامها عام 1960.

عمر الشريف

اسمه الحقيقى “ميشيل ديمترى شلهوب” وكان لتغيير اسمه قصة غريبة، حيث كان يحب الفنانة “فاتن حمامة” قبل دخوله الفن، وفي نهاية عام 1952 طلقت فاتن حمامة من عز الدين ذو الفقار، وكان صديقه يوسف شاهين يجهز لفيلم صـ ـراع في الوادى، وأسند البطولة لفاتن حمامة وظل يبحث عن بطل يشاركها البطولة فعرض على ميشيل أن يقوم ببطولة الفيلم، ولكنه رفض ولكن بمجرد أن علم أن فاتن حمامة ستقوم ببطولة الفيلم وافق على الفور، ولكن بقيت مشكلة، وهي أن اسم ميشيل شلهوب غير فني، كما أن الجمهور من الممكن ألا يتقبله بسبب اسمه، فتم اقتراح اسم عمر الشريف، وأثناء التصوير ازداد حب عمر الشريف لفاتن حمامة، وبعد انتهاء الفيلم صارحها بأنه يريد الزواج منها ولكن واجهته مشكلة، وهي أنه يهودي وهي مسلمة والمسلمة لا يجوز لها الزواج من يهودي، فاعتنق الإسلام حتى يمكنه الزواج منها وقد أثمر هذا الزواج عن ابن وحيد هو طارق.

منير مراد

“موريس زكي موردخاي” أو منير مراد، شقيق ليلى مراد والملحن والمغني والممثل، مقلد الفنانين، وصاحب أطرف المونولوجات الفنية، مثل “هنا القاهرة” وغيرها، بدأ منير حياته الفنية كمساعد للإخراج مع توجو مزراحي وأنور وجدي، ثم تدرج في عالم التلحين والغناء، حيث كانت الموسيقى المميزة تجري في د مه، فأحدث تغييرات على الألحان التقليدية، واستعان به كبار الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وشادية لتلحين أشهر أغنياتهم، فقدمهم بشكل مميز لا يختلف عليه أحد.

منير مراد كان تركيزه الكبير على فنه وألحانه الموسيقية، حتى تعرف على الفنانة سهير البابلي، وأحبها حبا شديدا جعله يقدم على تغيير ديانته من اليهودية إلى الإسلام ليتزوج منها، منير كان دافعه الحب الشديد.

ثانيًا: فنانين رحلوا على الديانة اليهودية

راقية إبراهيم

اسمها الحقيقى “راشيل إبراهام ليفى”، حصلت على البطولة في عدة أعمال مثل: “رصـ ـاصـ ـة في القلب” و”ملاك الرحمة”، عُرفت بإيمانها العميق بالكيان الصهيوني رغم ولادة الفنانة راقية إبراهيم في مصر، إلا أن ولاءها الأول والأخير كان لدولة إسرائيل، وظهر ذلك بشكل قـ ـوى عقب وصولها إلى أول سلالم الشهرة فى الأربعينيات، حيث لعبت دورًا كبيرًا في تشجيع يهود مصر على الهجرة لإسرائيل عقب حـ ـرب 1948، وإعلان قيام دولة إسرائيل.

ورغم مصريتها إلا أن تعصبها ضد العرب وولاؤها الشديد لدولة إسرائيل، ظهر في أكثر من موقف أبرزها، رفضها المشاركة في فيلم تقوم فيه بدور بدوية تخدم الجيش المصري الذي بدأ يستعد لحرب فلسطين، بالإضافة إلى رفضها رئاسة الوفد المصري في مهرجان كان لكونها يهودية، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد الوسط الفني عنها.

غادرت مصر عام 1954، بعد أن طلقت من زوجها، وهاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية، وقد أثيرت اتهامات ضدها بالضلوع في عملية اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى التي تمت عام 1952.

وبالرغم من وجود كلام عن تعاون راقية مع الموساد للتخلص من سميرة موسى نتيجة رفضها عرض بالحصول على الجنسية الأميركية، والعمل في المراكز العلمية بأميركا، إلا أن أحداً لم يثبت هذا الكلام، حتى ظهرت حفيدة الممثلة المصرية مؤخراً لتؤكد صحة ما قيل.

كاميليا       

ولدت الفنانة كاميليا في عام 1919 بأحد الأحياء الفقيرة بمدينة الإسكندرية، وهي ذات أصول يهودية، حيث أن والدتها كانت متزوجة من رجل يهودي، وبعد وفاة والدتها تبناها هذا الرجل وحملت كاميليا أسمه وديانته اليهودية، ولم تستمر حياتها الفنية طويلاً حتى وفاتها في حـ ـا دث سقـ ـو ط طائرة، ويتترك رصيدها في السينما المصرية 19 فيلم سينمائي فقط، قدمت من خلالهم العديد من الشخصيات المختلفة.

إلياس مؤدب

الفنان الكوميدى الذى اشتهر بإلقاء المونولوجات بعدة لغات منها العربية والفرنسية، واشتهر بعدة أفلام مع إسماعيل يس مثل: “حلال عليك” و”بيت النتاش”، وبرغم أصوله اليهـودية إلا أنه رفض الهجرة لإسرائيل، ويقال إنه تم اتهـ ـامـ ـه في شبكة للتجـ ـسس، ولكن أثبتت التحقيقات براءته، ولم يترك مصر بعدها، حتى وفاته فى 28 مايو عام 1952.

فيكتوريا كوهين

كومبارس مصرية يهودية، اشتهرت من خلال تقديمها ما يقرب من الثمانية عشر عملاً بدور المرأة اليهودية شديدة البخل، قدمتها للمسرح فرق يوسف وهبي ونجيب الريحاني وفؤاد المهندس، وقبل وفاتها في القاهرة عام 1964 اشتركت في مسرحية «أنا فين و إنت فين» مع شويكار وفؤاد المهندس.

توجو مزراحي

هو مخرج مصري يهودي من مواليد 1901 من أصل إيطالي، يُعد ثاني أهم الشخصيات اليهودية في تاريخ السينما المصرية وأكثرها أهمية في تأثيرها، قدم نفسه للفن باسم مستعار هو “أحمد المشرقي”، وأسس شركة للإنتاج السينمائي، وقدم أفلامه “الهاوية” و”الكوكايين”، وشارك مع المخرج أحمد بدر خان في إنشاء أول نقابة للسينمائيين في مصر، ثم أعلن عن هويته اليهودية الحقيقية من خلال تقديمه لسلسة أفلام بطلها شخص يهودي مصري بدأت عام 1932 بفيلم حمل عنوان “5001”، وفيلم “شالوم اليهودي”، ثم “شالوم الرياضي” عام 1933، ثم “شالوم الترجمان” في العام التالي.

أخرج أفلام الفنان علي الكسار، مثل “الساعة 7” و”سلفني 3 جنيه”، واتهـ ـمتـ ـه السلطات بالتعاون مع منظمات صهيونية في فلسطين، وتم نفيه إلى إيطاليا، ورفـ ـض السفر إلى إسرائيل.

داود حسني

وهو ملحن وموسيقار ولد 26 فبراير سنة 1870 لعائلة مصرية من طائفة اليهود القرائين واسمه الحقيقي دافيد حاييم ليفي، وعاش في حي الصنداقية الشعبي القريب من حي اليهود القرائيين في قسم الجمالية.

بدأ دراسته في مدرسة “الفرير” في حي الخرنفش بالقاهرة، وفي المرحلة الابتدائية بدأت ميوله وحبه للموسيقى، وتتلمذت على يديه ليلى مراد وغنى ألحانه عبده الحامولي والمنيلاوي وعبد الحي حلمي وزكي مراد والشنتوري والصفتي والسبع وأم كلثوم ونجاة علي ورجاء وأسمهان وليلى مراد.

لحن أكثر من 500 أغنية ونحو 30 أوبرا وأوبريت، ومن ألحانه عدد من الأغاني الشعبية، ومن أشهرها “أسمر ملك روحي” و”البحر بيضحك ليه وأنا نازلة أدلع مالية القلل”، وتوفي في العاشر من ديسمبر سنة 1937، ودفن في مقبرة اليهود القرائين بالبساتين بالقاهرة.

سلامة إلياس

الفنان ” سلامة إلياس ” هو فنان مصرى الهوية يهودي الديانة فهو من الفنانيين اليهود القلائل الذين استمروا بالعمل والعيش ف مصر ولم يسعى يوما الى الهجرة من مصر كما هو حال باقي اليهود الموجودون في مصر في هذا التوقيت” مابعد ثورة 1952 ” الا ان الفنان ” سلامة الياس ” قال اكثر من مرة في اكثر من تصريح انا مصرى حتى النخاع ولن اترك مصر وسوف ادفـ ـن بها وهو ما تم بالفعل حيث تم دفـ ـنه في مصر بعد وفاته عام 1994.

ثالثًا: فنانين ولدوا لأم أو أب يهودي

الراقصة كيتي

اسمها الحقيقى “كيتي فوتساتي”، ولدت لأم يهودية وأب يوناني أجادت البطولة في بعض أفلام إسماعيل يس مثل: “عفريتة إسماعيل يس” و”متحف الشمع”، اختفت في الستينيات فترددت شائعات حول تورطها في شبكة جاسـ ـوسية وأخرى حول ارتباطها برأفت الهجان، الذى كتب بمذكراته عن علاقة بفتاة تُدعى “بيتي”، وصفها بأنها راقصة مراهقة، طائشة وتكبره بعام واحد، فمالت الآراء إلى كيتي.

إستيفان روستي

ولد الفنان إستيفان روستي لأم إيطالية وأب نمساوي يهودي، كان يعمل سفيرًا للنمسا في القاهرة، ورغم ذلك فإنه عشق تراب مصر، ورفـ ـض الرحيل منها ضمن صفوف اليهود الذين غادروا إلي اسرائيل بعد إعلانها كدولة عام 1948.

بسمة

أكدت الفنانة بسمة أنها تعـ ـرضت لبعض المشـ ـاكل بسبب ديانة جدها اليهودي، وقالت إنها لا تتوقف عند هذه النقطة، مشيرة إلى أنه كان ضـ ـد الصهيـ ـونـ ـية من أساسها، معربة عن فخرها بجدها يوسف درويش.

وأشارت بسمة خلال لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي عبر قناة cbc الفضائية، أن جدها شارك في ثورة 1919، وكان طفلًا وقتها، مؤكدة أنه في الماضي كان لا يوجد فارق بين اليهود والمسيحيين والمسلمين في مصر.

وأضافت أن جدها درس الحقوق في فرنسا، وعاد إلى مصر محامياً، وكان يتلقى قضايا عادية، لكنه قرر أن يتولى قضايا العمال في مصر الذين لا يجدون من يدافع عنهم، مؤكدة أن العلاقة بين الإنسان وربه مكانها القلب.

وأشارت بسمة إلى أن أشقاء جدها لم يهاجروا إلى إسرائيل مطلقاً، لكنهم هاجروا إلى أمريكا في مناطق مختلفة.
وخلال الحلقة، تأثرت “بسمة” بالفيديو الوثائقي الذي تم عرضه عن جدها يوسف درويش، مؤكدة أن هذه هي المرة الأولى التي تشاهد فيها هذا الفيديو.

كريم قاسم

يعد قاسم من الممثلين الشباب الذين صعدوا إلى القمة في فترة قصيرة، واستطاع فرض نفسه على الساحة الفنية في مصر والعالم.

تصدر الفنان الشاب بطولة بعض الأعمال، منها “ليل خارجي”، و”سواح”، بالإضافة إلى مشاركته في بطولة واحدة من أنجح سلاسل الأفلام السينمائية المصرية في السنوات الأخيرة، وهو فيلم “ولاد رزق”.

جاء الممثل الشاب كريم قاسم إلى الحياة في 8 أكتوبر 1986، ونشأ بمحافظة القاهرة وسط عائلة مختلفة الديانات.

والد كريم هو المخرج المصري أحمد قاسم، مؤلف فيلم “المهاجر”، وجده لأبيه أحمد أشهر عمداء كلية “دار العلوم” جامعة القاهرة، أما والدته، فهمي نادية هارون، ابنة واحد من أشهر يهود مصر المعروفين بمعارضتهم للصهيونية شحاتة هارون.

وقال قاسم، خلال استضافته في برنامج «معكم»، مع الإعلامية منى الشاذلي والمذاع عبر فضائية «سي بي سي»: «إن أكتشف أن والدته ماجدة هارون، يهودية بالصدفة، حيث كان عائدًا من المدرسة واعرب لشقيقته عن انـ ـزعا جه لما يرتكبه اليهود من أفعال في المسجد الاقصى وفلسطين لترد عليه قائلة: “كريم حبيبي أمك يهودية».

و أضاف: «أن والدته ماجدة هارون، التي رأست الطـ ـائفة اليهودية في مصر، هي من كانت تحفظه القرآن وهو صغير، وأشار إلى أن جده اليهودي كان وطنيًا ومخلصًا لمصر، لدرجة أنه انتـ ـقد الرئيس محمد أنور السادات بسبب توقيعه لمعاهدة كامب ديفيد، مع إسرائيل، مؤكدًا أنه علينا التفرقة بين اليهودية كديـ ـانة وبين الأفعال التي يمارسها الإسرائيليون، خاصة وأن الإسلام يحثنا على احترام جميع الأديان السماوية.

درس كريم قاسم الهندسة في الجامعة الأميركية، إلا أنه لم يستطع أن يكمل تعليمه بها، لشغفه الكبير في المسرح والتمثيل، ما استدعى أن يحوّل إلى قسم “المسرح” بنفس الجامعة، التي قضى بها  5أعوام.

لدى الفنان الشاب كريم قاسم رصيد فني يصل إلى 30 عمل، منهم حوالي 14 فيلمًا، أبرزهم: (أوقات فراغ، الماجيك، بالألوان الطبيعية، إي يو سي، ولاد رزق، ليل خارجي).

قدم الفنان كريم قاسم أدوارًا مميزة في عدد من الأعمال الفنية غير المصرية، أو التي كانت مشتركة في إنتاجها بين المصري والأجنبي، أبرزها: (To Each His Own Cinema, the first line & Sawah).