اشتهر الفنان الراحل حسين صدقي، بالتزامه وتقديمه قصص هادفة طوال مشواره الفني، الأمر الذي تسبب في إطلاق النقاد عليه لقب “واعظ السينما المصرية”.
ونشرت مجلة “الكواكب” في عددها 1954 عن طقوس الفنان الراحل حسين صدقي في شهر رمضان المبارك، والتي جاء فيها أنه كان يحرص في هذا الشهر في كل ليلة أن يدعو رجال الدين المعروفين وعلى رأسهم الشيخ شلتوت والذي تربطه به علاقة قوية من أجل قراءة القرآن الكريم والتراتيل والمدائح النبوية.
اشتهر حسين صدقي بتقديم الأفلام ذات الطابع الاجتماعي والذي يبث قيمًا ومبادئ عليا، وهو ما دفع النقاد في ذلك الوقت إلى منحه مجموعة من الألقاب منها: “واعظ السينما المصرية” و”الفنان الخجول” و”خلوق السينما المصرية ” و”صديق المشايخ” و”الشيخ حسين”.
أوصى الفنان حسين صدقي قبل وفاته بحرق كل أفلامه إلا فيلما واحدا حيث قال لأولاده: “أوصيكم بتقوى الله واحرقوا كل أفلامي ما عدا سيف الله خالد بن الوليد”.
اشتعلت الحرب بين الفنان حسين صدقي وفريد شوقي، وكانت قصة خالد بن الوليد سببًا لهذه الحرب بينهما فكل منهما يريد تقديم فيلم عن هذا القائد الذي يرون أنه حقق الانتصارات والفتوحات للدولة الإسلامية في عهد أبوبكر الصديق، كل منهم يريد أن يتشبه بقائد مسلم منتصر، حسبما جاء في تقرير عن هذه المعركة بين الفنانين في جريدة “الأحرار”1994.
وكلف الفنان فريد شوقي نجيب محفوظ، وسيد بدير، وبيرم التونسي، بأن يكتبوا فيلمًا عن خالد بن الوليد، على أن يخرجه أحمد بدرخان ونيازي مصطفى معًا، لكن الفنان حسين صدقي الذي كان يتصدر النجومية في مصر وقتها، كان يستعد لإنتاج فيلم عن خالد بن الوليد.
وتحمس “السادات” لفيلم خالد بن الوليد، لكنه وقف في وجه فريد شوقي وطلب منه أن يعمل على فيلم آخر بدلًا منه، كان رد الفنان فريد شوقي عليه:”لكن أنا صرفت على الفيلم ودفعت الأجور”، فرد “السادات”: “معلش اللي هيعمل الفيلم ده حسين صدقي”، ووعده “السادات” بأن يقنع حسين صدقي بإنتاج الفيلم فقط، على أن يجسد هو بطولته، لكن “صدقي” رفض الاقتراح.