تعرضت الفنانة الراحلة شادية، لأزمة شديدة في بداية مشوارها الفني وبالتحديد في فيلم “المتشردة”، وتدخلت المحكمة لحل مشكلة لأحد مشاهدها في الفيلم.
تفاصيل الواقعة تعود إلى مشاركة شادية في بداية حياتها الفنية في فيلم “المتشردة”، وهو من إنتاج حكمت فهمي، وبطولتها، وكان الفنان وقتها لا يعرف شيئًا عن العمل الذي سيشارك فيه سوى بعض المعلومات القليلة، لأن السيناريو لا يصله ثم يحدد موقفه من العمل كما هو مُتبع الآن.
واقتضى أحد مشاهد الفيلم أن ترتدي “شادية” المايوه، وتظهر به في البيت، استعدادًا للخروج إلى حمام السباحة، حسبما هو متفق عليه ضمن أحداث قصة الفيلم.
كان والد “شادية” يحضر معها أثناء تصوير مشاهد الفيلم خصوصًا أنها مازالت في بداياتها الفنية، فبعد انتهاء المكياج، جاء مساعد المخرج ليطلب منها أن ترتدي المايوه، فإذا بها تنادي والدها الذي جاء مسرعًا، فعارض ذلك بشدة وتطورت المسألة، وأصرت شادية،على عدم ارتداء المايوه، وأيدها والدها في ذلك، فأسرع مساعد المخرج ليستدعي مخرج الفيلم الذي أصر أن ترتدي شادية المايوه، واحتد النقاش، حتى تطور الأمر، فغادر والدها معها الاستديو، وانصرفا.
لكن حكمت فهمي، لم تتخطى الأمر، فأرسلت برقية لوالد شادية تطالبه فيه بالتعويض وقدره 50 ألف جنيهًا، في حال إصرارها على عدم الظهور في الفيلم بالمايوه أو أية ملابس يتطلبها المشهد، فأسرع والد “شادية” إلى محاميه ليخلصه من الورطة، فلجأ سويًا إلى نقابة الممثلين، التي عقدت اجتماعًا خاصًا لدراسة الموضوع، وكان محور الاجتماع “هل من حق الممثلة أن ترفض الظهور بالمايوه إذا كان ذلك ضد مبادئها وتقاليدها؟”.
استعانت النقابة بمستشارها القانوني، وكلفت حكمت فهمي محاميها بحضور الجلسات التي تعقدها النقابة، وتطور الأمر إلى مدة أسبوع كاملًا، الاجتماعات يوميًا، والرأي العام منشغل بالأمر، والصحف والمجلات تكتب وتفرد الصفحات وتناقش، وانقسم المخرجون بين فريقين، أحدهما مع حكمت فهمي، والممثلات وقفن إلى جانب “شادية” لأنهن كن يعانين من تلك الأزمة.
وفي النهاية جاء قرار نقابة الممثلين في صالح الفنانة “شادية” وأصبح الحكم مؤيدًا لها، ولكل فنانة من حقها أن ترفض ارتداء المايوه، لكن بشرط أن لا تكون تلك الممانعة بعد معرفتها بالدور واطلعت على السيناريو، فيجب أن تبيَن رفضها قبل الدخول في تصوير الفيلم، وذلك وفقًا لما جاء في الكواكب 1980.