شكل الفنان عمر الشريف، والفنان أحمد رمزي، علاقة صداقة قوية وقدما ثنائيات كثيرة معًا في أفلامهما التي حققت نسبة نجاح كبيرة.
وكان النجمين زملاء في الدراسة حيث جمعت مدرسة فاكتوريا كوليدج في الإسكندرية، حيث كان معًا بنفس المدرسة الثانوية، وعندما دخل الشريف مجال الفن والسينما عن طريق صديقهم الثالث المخرج يوسف شاهين، قام عمر بترشيح رمزي لمشاركته في بطولة فيلم “أيامنا الحلوة”.
وبعد مشاركة أحمد رمزي، مع عمر الشريف في فيلم “أيامنا الحلوة”، تعاهد الصديقين ألا يقدم أحدهم فيلمًا دون مشاركة الآخر، وتوطدت علاقة الصداقة ببينهم بدرجة كبيرة، لدرجة أن جميع العاملين في الحقل الفني كان يصف صداقتهما بحالة نادرة يصعب تكرارها، وعندما جاءت فرصة الدخول العالمية للفنان عمر الشريف، كان أحمد رمزي هو أول شجع ونصح الشريف بالموافقة و العمل في هوليوود، بعد اختيار مخرج فيلم “لورانس العرب”، عمر لدور في الفيلم مع نجوم هوليود، وكان الشريف متردد لأنه كان متزوجاً حديثاً من فاتن حمامة، لكن رمزي أقنعه بالخروج من مصر، والبحث عن فرصة جديدة في أرض جديدة.
جاء سيناريو فيلم “صراع في الميناء”، لعمر الشريف ليقوم ببطولته وكان علي العهد مع صديق عمره وقام بترشيح أحمد رمزي لمشاركته البطولة بعد أن تم ترشيح ممثلاً آخر، ووافق مخرج العمل على اقتراح عمر الشريف، وأثناء تصوير الفيلم قام مساعد المخرج بالادعاء بالكذب أن، رمزي يغازل فاتن حمامة و يعاكسها، فاشتعلت نار الغيرة في قلب عمر الشريف.
وخلال تصوير أحد مشاهد الفيلم قرر عمر الشريف أن يلقن صديق عمره درسا لمعاكسته زوجته، وكان المشهد يقوم فيه الشريف بضرب أحمد رمزي، وحول الشريف المشهد من تمثيل إلى حقيقة ليخرج غضبه، حيث ظل عمر يضربه بقوة حتى سقط في مياه الميناء الملوثة بمخلفات السفن من الديزل، ما أصابه بحساسية وحروق شديدة، وأصابت الدهشة جميع طاقم العمل في الفيلم من هذا التصرف خاصة أن عمر الشريف أخذ فاتن حمامة وترك موقع التصوير بعد انتهاء المشهد مباشرة دون الاهتمام بما حدث لصديقه بعد ضربه له.
استمرت القطيعة بين عمر ورمزي بعد هذا الموقف في فيلم صراع في الميناء لمدة ثمانية سنوات، فكان الشريف يرفض المشاركة في أي عمل فني مع أحمد رمزي تمامًا، حيث تم ترشيح أحمد رمزي للمشاركة معه في بطولة فيلم “إحنا التلامذة”، و لكن رفض الشريف ترشيحه بشدة و رشح يوسف فخر الدين للدور بدلاً منه، وهو ما حدث بالفعل.
وبعد 8 سنوات من القطيعة بين الشريف ورمزي، تقابل الصديقين في عيد ميلاد ابنة صلاح ذو الفقار، فتصافحا بعد أن عرف الشريف أنه ظلم صديق عمره وصدق كذبة مساعد المخرج وطلب الصفح وسامحه أحمد رمزي سريعًا، و لكن ظل عمر الشريف يشعر بالأسف تجاه صديقه لظنه السيء فيه، واعتذر له عن طريق تنازله عن بطولة فيلم “حكاية العمر كله”، ليقوم احمد رمزي ببطولته أمام زوجته تأكيداً على ثقته اللامتناهية فيه.
وبعد عدة سنوات جمع العمل التلفزيوني مسلسل “حنان وحنين”، بينهما حيث وافق أحمد رمزي علي مشاركة عمر الشريف بطولة العمل، بالرغم من قراره بالابتعاد أعوامًا طويلة عن الفن ، لكن من أجل عيون صديق عمره عمر الشريف، بحسب حديث تلفزيوني للفنان أحمد رمزي ، بينما كانت رغبة عمر الشريف مشاركة أحمد رمزي في المسلسل لكي يحصل رمزي على أجر كبير، لأنه كان يشعر بأن العمل سيكون الأخير في حياة رمزي، ما جعله يدفع من جيبه الخاص 150 ألف جنيها إضافية على أجر رمزي في المسلسل لمساعدته دون أن يعرف، وكانت المفارقة أن يكون أول عمل و أخر عمل تلفزيوني في حياة أحمد رمزي مع صديقه عمر الشريف.
وتوفي أحمد رمزي و كان وقتها عمر الشريف في فرنسا، ونقل إليه ابنه طارق الخبر بعد يومين من وفاة صديق عمره، أصيب الشريف بصدمة كبيرة وحزن شديد لوفاة صديق عمره وحينها قال الشريف لابنه أنه لن يرجع إلى مصر مرة أخرى بعد وفاة أحمد رمزي، لأنه برحيل رمزي لم يعد هناك أحد يعود من أجله، و قال عنه: “كان حتة مني، هو صديق العمر الأكثر وفاءً وإخلاصًا، ورحيله قضم ظهري”، حيث ظلا أصدقاء لأكثر من 60 عامًا.