اجتمعت أسماء مستعارة، مثل The Bastard وThe Broker وThe Astronaut وThe Vampire، سوياً في أعماق عالم جمع الساعات من الحقبة السوفيتية.
ويتواجد هواة الساعات في جميع أنحاء العالم، حتى إذا كان ذلك في الفضاء الإلكتروني، حيث يجلبون التاريخ إلى معاصم آلاف الأشخاص من خلال الساعات التي يعود تاريخها إلى أيام ستالين.
ويسأل داشيل أوتمان ستانفورد، عبر موقعه على “Watches of the USSR”: “لماذا الساعات السوفيتية؟”.
ويقول: “أنا لست جامعاً للساعات بقدر ما أنا جامع للتاريخ والثقافة، أجزاء من حياة سابقة. وفي الواقع، هذه الساعات لديها قصة لا تصدق”.
ورغم أن أوتمان ستانفورد قد بدأ هوايته قبل 7 سنوات فقط، إلا أنه أحد قياصرة الساعات السوفيتية التاريخية.
وكتب أوتمان ستانفورد، المولود في تكساس والذي يعيش الآن في جمهورية إستونيا، التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي سابقاً: “الساعات السوفيتية عملية وذات منفعة، لكن ابحث أكثر وستكتشف عالماً من الغــ مو ض واللون والإ ثا ر ة”.
وحمل أوتمان ستانفورد وأصدقاؤه من هواة جمع الساعات السوفيتية هذا اللغز إلى العصر الحالي، وقاموا بإنشاء مكتب “استخبارات الساعات”.
وقال يوليسيس روزا، الذي أسس المكتب قبل بضع سنوات من خلال ربط الأشخاص الذين يطرحون أسئلة حول الساعات الروسية على موقع فيسبوك، إن الاشتراك بعضوية هذه المجموعة السرية تأتي عن طريق الدعوة.
ويطلق المقيم في لانسينغ بولاية ميشيغان على نفسه اسم The Broker، ويمكنك أن تتخيله يبيع ساعات مخــ بأ ة في معطفه.
قال في مقابلة بالفيديو: “أنا الرجل الذي يربط باستمرار بين الآخرين والبيع”.
وأوضح روزا أن الأعضاء الآخرين يشملون The Vampire في ماليزيا، والذي يعمل طوال الوقت في عقد صفقات الساعات. ويعيش الأصغر في المجموعة The Bastard، في هولندا.
وقال روزا إنه يمكن العثور بسهولة على ساعة عملية ورائعة ومن المحتمل أن تكون أصلية من الحقبة السوفيتية على الإنترنت بأقل من 100 دولار، وفي بعض الحالات تصل إلى 40 أو 50 دولاراً.
وقال أوتمان ستانفورد إن هذا ما يميز جامعي الساعات السوفيتية عن هواة صناعة الساعات المعتادين.
وقال: “لا أحد يشتري ساعات روسية أو سوفيتية لأن معظم الناس يشترون الساعات كقطعة أزياء وإكسسوار مجوهرات”.
وتعود جذور صناعة الساعات السوفيتية إلى أمريكا.
وأراد الزعيم السوفيتي، جوزيف ستالين، تحديث اقتصاد البلاد، وكان التوقيت الدقيق هو المفتاح لجعل الأمور تسير بكفاءة.
وقال أوتمان ستانفورد: “عندما ترغب بتنسيق أي شيء في عالم حديث، تحتاج إلى قطع زمنية موثوقة، ولم يكن لدى السوفيت أي شيء من هذا القبيل”.
ونظراً إلى افتقارها للقدرة التصنيعية المحلية، وجدت القيادة السوفيتية المساعدة في مدينة كانتون، بأوهايو.
تم استيراد المعدات الخاصة بمصنع First State Watch في موسكو من شركة Duber-Hampden Watch، التي أفلست في أواخر عشرينيات القرن الماضي، وفقاً لصحيفة كانتون المحلية في المدينة.
وذكر تقرير نشرته الصحيفة عام 2016 أن شركة تمثل المصالح التجارية للاتحاد السوفيتي في الولايات المتحدة، حيث “اشترت آلات صناعة الساعات ‘ديوبر هامبدن’ المفلسة مقابل 325 ألف دولار، وحملتها على عربات قطار وشحنتها إلى روسيا.
وبسبب افتقارهم العمالة الماهرة، استعان السوفيت بعمال أمريكيين، دفعوا لهم أجوراً جيدة بمتوسط راتب سنوي يعادل 70 ألف دولار بعملة اليوم، إلى جانب نفقات السكن ورحلات السفر المجانية.
وجلب السوفيت أيضاً معدات تكنولوجية من أماكن مثل فرنسا وسويسرا لتحسين صناعة الساعات لديهم. وقال روزا إن الانتصار على ألمانيا النا ز ية في الحرب العالمية الثانية كان بمثابة دافع لصناعة الساعات السوفيتية.
وأضاف أن السوفيت قاموا بنسخ بعض أفضل الساعات التي كان يرتديها الجنود الألمان. وقال روزا: “هذه أغلى الساعات الروسية، تلك التي تم نسخها بالضبط من الجيش الألماني”.
وباستخدام هذه الموارد، تم إنشاء المزيد من المصانع في جميع أنحاء البلاد، منتجين مئات الملايين من الساعات قبل تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
دبابة على معصمك
وتعد بوبيدا، وهي الكلمة الروسية التي تعني “النصر”، واحدة من أشهر الساعات السوفيتية. تم طلب الاسم مباشرة من قبل الكرملين بعد الحـــ ر ب العالمية الثانية، بحسب ما ذكره موقع الشركة المصنعة لها، “Raketa”.
ويقول الموقع إن الساعات “ترمز إلى قوة الإرادة والبطولة للشعب الروسي”.
وأوضح روزا: “هناك شعور بالثبات مع ساعاتهم”، واصفة إياها بأنها “قوية”. وأضاف: “تشعر وكأنك تضع دبابة على معصمك”، معترفاً بأن الارتباط العسكري هو أول ما انجذب إليه.
ويمكنك العثور على هذه الساعات على مواقع الويب مثل eBay و Etsy.
وإذا أردت أن تحسن فرصتك في الحصول على سعر عادل لساعة أصلية، ينصح مكتب “Russian Watch Intelligence” بإيلاء اهتمام دقيق للمراجعات.
“لا يمكن أن يكون لديك ما يكفي من الأصدقاء”
وقال أوتمان ستانفورد، الذي يمكنه إصلاح وتجديد ساعاته الخاصة ، إنه أنشأ شبكة من الوسطاء الذين يشترون له ساعات رخيصة في الأسواق المحلية في روسيا وأوكرانيا.
وأضاف: “أرسل لهم نقوداً ثم يرسلون لي بكميات كبيرة، سواء 20 أو 50 أو مائة قطعة في دفعة واحدة”.
وبالتالي، يقوم بفصل البضائع الجيدة عن غيرها.