حققت الفنانة المصرية الراحلة مديحة كامل نجاحا باهرا في السينما المصرية، وقد تميزت بتقديم الكثير من الأدوار المختلفة، لكنها حققت شهرتها عن طريق أدوار الإغراء.
وقد ظهر مقطع فيديو نادر لمديحة كامل، قيل أنه آخر لقاء تليفزيوني لها قبل اعتزالها ثم وفاتها، وقد ظهرت خلاله على سرير المرض داخل المستشفى.
مديحة تحدثت، خلال المقطع، عن تفاصيل مرضها، حيث قالت إنها تعاني من جلطة في القدم اليسرى، نتيجة إرهاق شديد وحالة حزن شديدة تعرضت لها.
مديحة كامل بكت، خلال حوارها التلفزيوني مع الإعلامية سلمى الشماع، والتي حاولت أن تخرجها من حالتها النفسية السيئة لكن ظلت دموعها مصاحبة لها طوال الوقت.
الفنانة كشفت عن سبب تواجدها بالمستشفى، بقولها: “حسيت بآلام جامدة جداً وفضلت مستحملة يمكن تكون حاجة بسيطة بس مقدرتش وحجزوني فى المستشفى”.
ومديحة كامل من مواليد 3 أغسطس عام 1948 ، بدأت مشوارها الفني عام 1964 بأدوار صغيرة في السينما والمسرح، كما عملت في عروض الأزياء، وتدرجت في الأدوار الثانوية حتى حصلت علي دور البطولة أمام الفنان فريد شوقي في فيلم ” 30 يوم في السجن” في أواخر ستينات القرن العشرين.
اختفت بعد ذلك نحو عامين أو أكثر ثم عادت من جديد لتمثل في مصر ولبنان في أدوار لم تجلب لها الشهرة الواسعة ولكنها حققت انتشارا كبيراً ولعبت أدوار البطولة الثانية في أفلام كثيرة حتي جاءتها الفرصة للبطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ في فيلمه “الصعود إلى الهاوية” مع الفنان محمود ياسين.
تزوجت مديحة كامل ثلاث مرات، الأولى كانت من رجل الأعمال “محمود الريس”، وأنجبا ابنتهما الوحيدة “ميرهان”، تزوجت بعد ذلك من المخرج السينمائي شريف حمودة، أما زواجها الأخير فكان من محامي.
ارتدت الحجاب واعتزلت الفن في شهر أبريل عامم 1992 وكان آخر أفلامها فيلم “بوابة إبليس”، الذي أتلفت بعض مشاهده وتمت إعادة تمثيل المشاهد التالفة بواسطة دوبليرة لأن الفنانة مديحة كانت قد أعتزلت الفن وقتها ورفضت رفضًا قاطعًا العودة للتمثيل.
عانت مديحة من مرض القلب طوال حياتها، وأصيبت المرة الأولى بجلطة عام 1975 أثناء تصويرها مسلسل الأفعى، وعاودتها المتاعب الصحية قبل وفاتها بعام حيث ظلت طريحة الفراش في مستشفى مصطفى محمود لمدة عشرة أشهر بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه على الرئة بشكل مستمر مما أستدعى مكوثها في المستشفى لفترة طويلة.
توفيت في منزلها في 13 يناير 1997 والرابع من شهر رمضان بعد أن صلت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم خلدت للنوم، وتم العثور عليها ميتة في ظهر اليوم التالي.
وانتشرت العديد من المعلومات المغلوطة والشائعات حول ملابسات وفاة الفنانة مديحة كامل ومرضها وتفاصيل الساعات الأخيرة فى حياتها، ولكن نفتها ابنتها الوحيدة ميرهام الريس وكشفت حقيقة هذه المعلومات ووضحت ملابسات مرض ووفاة والدتها الفنانة الكبيرة.
وقالت ابنة الفنانة مديحة كامل: «أمى لم تكن مريضة بالسرطان كما تداول البعض، ولكنها أصيبت عام 1986 بالروماتويد قبل اعتزالها وكانت حياتها تسير بشكل عادى وطبيعى، خاصة بعدما تابعت مع طبيب أجنبي أعطاها علاجاً كانت تسيرعليه بانتظام، وكانت تمارس حياتها وفنها بشكل طبيعى، وبعد اعتزالها تسبب الروماتويد في إصابتها بمياه على القلب وكان ذلك عام 1992، وتم علاجها بالكورتيزون وتحسنت حالتها بشكل كبير وعادت لممارسة حياتها، بل تحملت مشقة الحج عام 1995 وأدت الفريضة مع والدها، وكانت تقوم بخدمته».
وعن أسباب وفاة أميرة الفن قالت ابنتها :”وفاة أمي كانت غيرمتوقعة، كانت زى الفل وبتمارس حياتها عادي زي أي مريض بمرض مزمن متعايش معاه وبياخد علاج، فكثير من المرضي يتعايشون مع الروماتويد لسنوات طويلة”.
وتابعت: «كنا في شهر رمضان واتسحرنا وكانت طبيعية جدا، ودخلت أتابع ابني يوسف ونمت بجواره، وظلت أمى مع زوجي ينتظران صلاة الفجر، وتحدثت مع عدد من صديقاتها تليفونيا لتحثهن على صلاة الفجر، وبعد أداء الصلاة دخلت كعادتها إلى غرفتها لتنام، وكانت خلال هذه الفترة تحفظ سورة البقرة وتضع إلى جوارها كتيب لتتابع الحفظ، وبعد صلاة الفجر تواصل حفظ الآيات في هذا الكتيب، واعتادت ضبط المنبه على الساعة 12 ظهرا حتى تقوم لأداء صلاة الظهر».
وتابعت: «سمعت صوت المنبه بشكل متواصل، فدخلت لأوقظها ولكنها لم ترد، لم يخطر ببالى أنها ماتت فوجهها كان مضيئا وجسدها لينا، وظللت أناديها واعتقدت أنها أصيبت بإغماءة، فناديت زوجي ونقلناها بسرعة إلى معهد القلب الملاصق لنا، وأعطوها صدمات كهربائية لإنعاش القلب، وبعدها أخبرونا بأنها ماتت، وأصبت بصدمة عصبية وظللت لمدة 12 عامًا لا أصدق ولا أستطيع أن أقول ماما ماتت».
وكشفت الابنة أنها وجدت فى الدولاب الخاص بالفنانة مديحة كامل بعد وفاتها عددا من الكتيبات الدينية التى توزع فى العزاء صدقة على روح المتوفى طبعتها والدتها واحتفظت بها دون أن تخبرها وبالفعل تم توزيعها بعد وفاتها، كما اكتشفت الكثير من أعمال الخير التي كانت تقوم بها والدتها فى الخفاء، وتشير إلى أنها كانت تحب مشاهدة أعمال والدتها قبل وفاتها، خاصة مسرحية يوم عاصف جدا، حيث كانت الشخصية تحمل تشابها كبيرا مع شخصية والدتها الحقيقية، ولكنها لم تعد قادرة على مشاهدة أي عمل من أعمالها الفنية بعد وفاتها.