اشتهر الفنان توفيق الدقن، بأدوار الشر التي يقدمها طوال مشواره الفني والتي مزجها بخفة دمه مما زاد من شهرته ونجاحه.
وفي لقاء تلفزيوني نادر مع الإعلامية ملك إسماعيل، تحدث فيه عن علاقته بالفنان القدير الراحل محمود المليجي، وأول لقاء جمعهما في فيلم “أموال اليتامى”، إنتاج 1952 تأليف وإخراج جمال مدكور ومن بطولة محمود المليجي وأمينة رزق وفاتن حمامة وشكري سرحان.
توفيق الدقن، قال: “كنت طالب في معهد الفنون وكان فيه فيلم وعايزين ولد صغير يعمل مشهد في الفيلم وجابني الأستاذ جمال مدكور عشان أقوم بالدور، وكان أول مشهد ليا في حياتي في السينما قدام الأستاذ محمود المليجي وهو كان نجم كبير مشهور ومعروف وأنا كنت مجرد طالب في معهد الفنون ونكرة، المشهد كان المفروض بيتصور في الغيط بتاع أبويا وأنا بزرع فيه والفنان محمود المليجي كان بيقوم بدور إقطاعي كبير، ومطلوب مني في الدور أشاغب معاه لأنه عايز يغتصب أختي، وفعلا روحت الأستوديو الساعة عشرة الصبح وادوني الورق عشان أحفظ الدور وعلى الساعة خمسة بعد العصر، بدأنا التصوير، فقالوا فين الواد بتاع المعهد تعالي، قعدت ابص للأستاذ المليجي وهو ولا كإنه شايفني أو حاسس بيا، وبدأنا نعمل بروفة وبعد المخرج قال يلا تصوير، وأنا بشتغل مع الأستاذ محمود المشهد وهبدأ أقول الحوار وفي نص الكلام ببص في عينيه لقيت عينيه مسيطرة عليا تماما ارتبكت ونسيت كل الكلام اللي مفروض أقوله وكل ما في ذهني ضاع، وبضحكته اللطيفة طبطب علي كتفي وقال لمخرج العمل الأستاذ مدكور “عشر دقايق هشرب فنجان قهوة”.
وأضاف: “راح الأستاذ المليجي قالي تعالي وروحت معاه للبوفيه وطلب قهوة وقالي تشرب قهوة قولت لا، طلع سيجارة وقالي تدخن قولتله لا، وهو بيشرب السيجارة قالي مالك أنت مرتبك ليه، أنت كويس مش وحش، الكلام اللي بتقوله ده هو مش قرآن، افهم الكلام اللي بتقوله ده وحس بيه ومتخفش، متخليش الشخصية تسيطر عليك، أنت طالما حسيت بالكلام ممكن تقول كلام أحسن من المكتوب، و متخفش من حد، وعملنا مع بعض بروفة في البوفيه وروحنا مكان التصوير، وعملت المشهد من أول مرة وبعد ما خلصنا المشهد سألني أنت اسمك ايه؟ قولت له توفيق الدقن.. ضحك وقال دقن، طيب أنت هتكون ممثل كويس وابقي افتكر كلامي ده كويس، ومن وقتها بقينا أصدقاء وعملنا أعمال كتير مع بعض وكان بيرشحني في أدوار بدل منه لما يكون مش فاضي وبقي هو بالنسبة ليا الأخ والصديق والمعلم، واخدت يومها منه درس تمثيل في ساعة يساوي 4 سنين دراسة في المعهد يعني مشهد واحد جمعني مع المليجي يساوي سنين دراسة.
وتطرق حديث الفنان توفيق الدقن عن علاقته مع الفنان محمود المليجي في مسرحية “انتهي الدرس يا غبي”، بالاشتراك مع الفنان محمد صبحي ، فقال: “كان الأستاذ محمود المليجي في المسرحية هو أب وأخ لكل واحد في فريق العمل، كان بيتدخل لحل أي مشكلة تحصل أثناء العمل، كان هو يعتبر رب أسرة لكل أسرة المسرحية، واذكر خلال العمل إني أضايقت وكنت عايز امشي وأسيب المسرحية، ولما عرف جالي، سألني ليه؟! أنت مهمتك ومهمتي إننا نقف مع الصغيرين دول ونعلمهم هما امتداد لينا”.
وتابع: “الفنان محمود المليجي والجيل الأول من فناني مصر اتعلمنا منهم حب العمل والحفاظ علي المواعيد واحترام المهنة، الفنان محمود المليجي كان بييجي قبل ميعاد التصوير بساعتين وكان يزعل لو حد راح قبله الأستوديو”.