شقيقته مطربة عملاقة اشتهرت بالغناء للأطفال.. السيد راضي فنان “بتاع كله” عوّض حرمانه من الإنجاب بهذه الطريقة
قدم الفنان الراحل السيد راضي للفن المصري ما يقرب من 116 عملا فنيا، فهو أحد أهم الفنانين المصريين، حيث لم يقتصر نشاطه على التمثيل، ولكنه امتد إلى التأليف والإخراج المسرحي.
ولد السيد راضي 5 فبراير عام 1935، في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في أسرة فنية، حيث عمل شقيقه محمد راضي في الإخراج السينمائي، وشقيقه منير راضي في التصوير قبل أن يتجه إلى الإخراج، وعفاف راضي التي اتجهت إلى الغناء.
التحق عقب الانتهاء من مرحلة الثانوية العامة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج في قسم الإخراج والتمثيل عام 1960، ومارس التمثيل عقب تخرجه إلى جانب الإخراج المسرحي.
أخرج أكثر من 25 مسرحية للقطاع الخاص أو العام، ومنها “الدخول بالملابس الرسمية” لسهير البابلي وإسعاد يونس وأبوبكر عزت، و”انتهى الدرس يا غبي” لمحمد صبحي، و”الصعايدة وصلوا” لأحمد بدير وسعاد نصر، و”البرنسيسة”، و”دلع الهوانم”، و”سوق الحلاوة”، و”خد الفلوس وإجري”.
أسس راضي مسرح الطفل في مصر عام 1983، وقدم من خلاله العديد من المسرحيات، منها “مصنع الشيكولاته”، و”الأمير الصغير”، و”نعم ولا”، و”السيرك”، وأسس أيضا مسرح الطفل الفلسطيني، وأقام مهرجان “موليير” المسرحي وأخرج فيه مسرحيات “البخيل”، و”طيب رغم أنفه”، و”مريض بالوهم”، وأسس فرقة مسرحية عرفت باسم “الكوميدي شو”.
كان للراحل السيد راضي إسهامات كبيرة في المسرح المصري والعربي، خاصة في ليبيا وتونس، حيث عمل خبيرا مسرحيا في المسرح الليبي في مدينة بنغازي خلال عامي 1971 و1972، كما أسس مهرجان سوسة المسرحي في تونس عام 1987، وعمل أيضا في مهرجان “المنستير” الذي أخرج له ثلاث مسرحيات.
اشتهر السيد راضي على صعيد التمثيل في بداياته بتقديم الأدوار المركبة التي تتطلب مهارات خاصة في من يتصدى لتجسيدها، وكان ذلك واضحا بصورة كبيرة في الأفلام التي تعاون فيها مع شقيقه المخرج محمد راضي في أفلام “الإنس والجن”، و”أبناء الصمت”، و”وراء الشمس”، و”الهروب من الخانكة”، كما قدم مع شقيقه منير راضي واحدا من أفضل أدواره السينمائية في فيلم “موعد مع الرئيس”.
شارك راضي بأدوار صغيرة في عدة أفلام سينمائية منها “العبيط” أمام فريد شوقي وناهد شريف وأبوبكر عزت وإخراج السيد بدير عام 1966 و”كيف تسرق مليونيرا” أمام محمد عوض وعبدالمنعم إبراهيم ومحمد رضا وعادل إمام وإخراج نجدي حافظ، و”فتاة الاستعراض” أمام سعاد حسني وحسن يوسف وعادل إمام وعبد المنعم مدبولي.
كما شارك بأدوار متميزة بعيدا عن شقيقيه، في أفلام أخرجها آخرون ومنها: “الذل”و”مهمة في تل أبيب”و”اغتيال” و”48 ساعة في إسرائيل” و”مجرم مع مرتبة الشرف” و”ظاظا”.
ولا يمكن أن نغفل أدوار راضي في الدراما التلفزيونية التي قدم فيها مختلف الشخصيات الكوميدية والمركبة والشريرة سواء في المسلسلات الاجتماعية أو التاريخية أو الكوميدية أو الجاسوسية، ومن أبرز مسلسلات “رأفت الهجان” و”ألف ليلة وليلة” و”السيرة الهلالية” و”سيف الدولة الحمداني” و”لا أحد ينام في الإسكندرية” و”الظاهر بيبرس” و”سارة”، و”سلطان الغرام”.
كما شارك مع المؤلف أحمد هيكل في كتابة القصة والسيناريو والحوار في عدد من المسلسلات التي تولت إنتاجها شركة صوت القاهرة أو قطاع الإنتاج في التليفزيون المصري.
تقلد راضي خلال مشواره الفني العديد من المناصب، منها مدير المسرح الكوميدي عام 1980 ورئيس لجان الإنتاج المشترك في البيت الفني للمسرح عام 1987 وعضو المجلس الأعلى المصري للثقافة عام 1992 ووكيل وزارة الثقافة عام 1996، كما انتخب رئيسا للاتحاد العام لنقابات المهن الفنية التي تضم المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية عام 1993 وانتخب أيضا ممثلا لقارة أفريقيا في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقابات الفنية في واشنطن عام 1995، وحصل على أعلى درجة فنية، وهي “فنان قدير” بقرار من رئيس الوزراء المصري عام 1985، وعمل لفترة منتجا فنيا، واستطاع بعلاقاته العربية الوطيدة استقطاب عدد من الفنانين العرب إلى مصر، حيث قدمت المطربة الكبيرة فيروز أربع حفلات على مسرحه “الأندلس”، واستقدم أيضا عليا التونسية.
كان يشتهر في الوسط الفني بلقب “بابا”، على الرغم من انه لم يرزق بأبناء، حيث كان قلبه وبيته مفتوحين لكل الفنانين من مختلف الأجيال.
ظل السيد راضي يعمل حتى أيامه الأخيرة، حيث كان معروفا عنه أنه شعلة نشاط، وفي بداية عام 2009 تعرض لأزمة صحية مفاجئة أثناء تصوير دوره في مسلسل “الحياة لونها بمبي”، وأثبتت التحاليل الطبية التي أجريت له وجود مياه على الرئة، وبعض الأورام في جسده، وبعد أسابيع قليلة من المر ض توفي فجر الجمعة العاشر من أبريل 2009 عن عمر يناهز 74 عاما.