اشتهر الفنان الراحل زكي رستم، بلقب أشهر عازب في السينما المصرية، وكان معروف بحبه للوحدة والانطواء، ولذا لم يكن يقبل أي دعوة للسهر ولا يدعو أحدًا إليه، وصلته بالناس كانت تنقــطع بعد خروجه من البلاتوه.
الفنان زكي رستم، عاش حياته وحيدًا حتى وفاته، لكن سر عــزوفه عن الزواج كان ورائه حــ ادث مأســـ اوي، حيث عاش وفيًا لحبيبته التي انتحــ رت خوفًا من رفــض والدها زواجها به؛ لأنه “مشخـ صاتي”، كانت فتاة جميلة، وكان شديد الحب لها، وحدد معها موعدًا لزيارة أهلها لطلب يدها، وعندما وصل إلى بيتها وجد زحـــامًا شديدًا على الباب، وعندما سأل عرف أنها انتـحــ رت خــوفًا من رفض أبيها لهذا الزواج.
و لم يكن للفنان زكي رستم، أصدقاء سوى سليمان نجيب، وعبدالوارث عسر، وكان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو بالقاهرة، ولم يكن يـؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من 30 عامًا، وكلبه الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.
وفي آخر أفلامه “إجازة صيف” كان قد فقد حاسة السمع تمامًا، فكان ينسى جملًا في الحوار أو يرفع صوته بطريقة مسرحية، وكان يكــره أن يستعين بسماعة من تلك الاختراعات الإلكترونية، خصوصًا أن السماعات كانت ما زالت بأسلاكها وبطاريتها ظاهرة للعيـــان، إلى جانب أنها تقيد من طريقته في الاندمـاج، ورغم ذلك أدى زكي رستم الدور على أحسن ما يكون، وعندما راح المخرج يوجهه أو يعطيه ملاحـظاته كان لا يسمعها، ما أحــزنه كثيرًا حتى إنه في إحدى المرات بـكى في الأستوديو من هذا الموقف.
اعتزل زكي رستم التمثيل نهائيًا 1968 ، والابتعاد عن الناس بعد فقــدانه حاسة السمــع تدريجيًا، وكان يقضي معظم وقته في القراءة ولعب البلياردو، بعدما قدَّم أكثر من 240 فيلمًا.
بعد ذلك أصيب زكي رستم بأزمــة قلـ بية حادة نقل على إثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وفي 15 فبراير 1972 توفي الفنان الكبير، ولم يمش في جنازته أحد.