على طريقة “المحقـق كونــان”.. هند رستم تتبع أثـار صديقتهــا المفقــودة في طفولتهــا
للفنانة الراحلة هند رستم، موقفًــا لم تنســاه طوال حياتهــا، وهو مساعدتهــا للشرطة في إنقـــاذ صديقتهــا من خاطفهــا وذلك يوم الاحتفــال بشم النسيــم.
وكشفت هند رستم، تفاصيل الموقف في عدد نادر لمجلة “الكواكب”، عام 1959، قائلة، إنها لا تنسى هذا الموقف الذي تعرضــت له وهي طفلة لا يتجــاوز عمرها 7 سنوات حين دعا أحد أعيان الصعيــد والدها وبعض العائلات للاحتفال بشم النسيــم في عزبتــه.
وأضافت، أنها اجتمعــت مع عدد كبير من أطفال هذه العائلات وانطلقــوا للعب في حقــول العزبــة، وكانوا يلعبون ” الإستغمــايـة”.
وتابعت :” جاء دوري فاستغميـــت وبدأت أبحث عن باقي أصدقائي الأطفال، وخاصة صديقتي منى التي كانت تتحــداني في هذه اللعبة، وكانت الزراعـات أطول من قاماتنــا”.
وأضافت: “تابعــت أثار أقدام منى لأنها كانت ترتـدي حــذاء منقــوش من النعــل وانطبعــت أثــاره على الأرض المبتلــة، ولاحظــت أنه يوجد إلى جــوار هذه الآثار، أخرى لقــدم كبيرة حافيــة، حتى انتهــت أثار أقدام صديقتهــا منى واختفــت ولم تعد ترى سوى أثار الأقــدام الحافيــة والمسافــات بينها تتســع”
وظلت هند رستم تنــادي على صديقتهــا بلا جــدوى، وشاركها باقي الأطفال، عادوا للبيــت يسألون عنها فلم يجــدوها وتســرب القلــق إلى نفــوس الجميع، خرج الخفــراء وصاحب البيت ووالد هند يبحثون عن منى، وقال أحد الخفــراء أنه لابد وأنه تم خطفهــا، وشعر صاحب البيت والدعوة بالغضــب، فكيف أن تختطــف ابنه أحد ضيــوفه وهى في حمــاه، وأمر الرجال بأن يمتطــوا الخيــول ويطلقوا الأعيـــرة الناريــة وهم يبحثون عن الطفلة في الحقــول، وانهــارت والدة الطفلة وســاد الارتبــاك والقلــق.
ومرت عدة ساعات والأطفال ينتظرون في البيت من شــدة الخــوف والقلــق ، وأخيرًا ظهر الرجال وهم عائدون بالطفلة منى وأذنهــا ويدها تنـــ زف الدمـــاء ، وعرفوا أن لصــاً اصطحبهــا معه لســرقة أســاورها وقرطهــا الذهبــي ، وكاد يمضــى بها إلى خارج العــزبة حتى سمع أصــوات البنــادق والرصـــ اص فتركهــا وفر هاربــاً بعد ســرقة مصاغهـــا.
وقالت هند رستم أنها وأصدقائهـا شعــروا بالرعــب ولكنهم حاولــوا تهدئــة صديقتهــم باستئنـــاف اللعب داخل المنزل، بعد أن توعــد والدها الضــابط بأن يمسك اللــص ليلــقى جزاء ما فعل.
وأكدت هند، أن والدها لم يهــدأ له بال حتى قبــض على اللــص بعد مراقبـــة محــلات الصاغــة ومنحهــا مواصفــات الأشياء التي سرقهــا اللص من ابنته، وظلت هند رستم وأصدقاء طفولتهــا لا ينســون هذا الحــادث طوال حياتهم، ويتذكرون تفاصيلــه كلما مر عليهم عيد شم النسيــم.