الفنان الراحل أنور وجدي، سعى كثيرًا قبل دخوله المجال الفني حتى انه عمل “فراش”، بأحد الاستوديوهات وذلك حتى يستطيع جذب الأنظار إليه.
وفى عدد نادر من مجلة “الكواكب” صدر عام 1956 نشرت المجلة موضوعا عن معاناة الفنانين ورواد الفن الأوائل في توفير الملابس اللازمة للأعمال الفنية، وهو ما دفع بعض التجار إلى فتح محلات ومخازن لتأجير الملابس اللازمة للأعمال الفنية والفنانين وكان أغلب هذه المخازن تقع في شارع عماد الدين حيث كان هذا الشارع مركزًا للفرق المسرحية والمسارح والسينمات والحركة الفنية بوجه عام.
وكانت هذه المخازن تتنافس فيما بينها على توريد وتأجير الملابس للفرق المسرحية وللفنانين في بداية مشوارهم الفني.
وكان أحد أصحاب هذه المحلات يتفاخر دائماً بأن أول زبون دخل محله كان الفنان الكبير أنور وجدي حين كان فنانًا صغيراً يعمل بفرقة رمسيس، وكان صاحب المحل يقول دائماً أن البدلة التي استأجرها منه أنور وجدى كانت فاتحة خير عليه وفتحت له أبواب المجد والشهرة والنجومية.
وقال صاحب المحل أن أنور وجدي وقتها كان يحلم بأن يقع عليه اختيار الفنان الكبير يوسف وهبي ليعطيه دور الشاب الذي تقع الفتيات في غرامه ولكنه لم يكن يمتلك وقتها الملابس التي تؤهله للفوز بهذا الدور، فاتفق مع صاحب المحل على أن يستأجر منه بدلة ليظهر بها أمام يوسف بك ويقنعه بأنه يليق لهذا الدور، وبالفعل وافق يوسف بك على منحه الدور بعد أن رآه أنيقاً ووجيهــاً في هذه البدلة التي استأجرها والتي فتحت له أبواب المجــد بعد أن حظــي بالدور الذي يتمناه وبدأ مشوار النجومية وتوالت عليه العروض.