قصة الرحلة الطويلة التي سلكها أحمد عقل سيرا على الأقدام والتوقيع الرئاسي الذي احتفظ به حتى وفاته
عرفه الجمهور من خلال السينما والدراما، ولكن عشقه الحقيقي كان للمسرح الذي ظل يعمل به لسنوات، وكان يرفض العمل بالسينما من أجله، إنه الفنان المصري الراحل أحمد عقل.
ولد الفنان المصري أحمد عقل في محافظة الدقهلية عام 1938، وسيطر عليه حب الفن منذ صغره.
خلال فترة شبابه كانت له ميول سياسية ملتحقًا بفريق الجوالة والكشافة بالمنصورة، ومع قيام ثورة 23 يوليو 1952 حضر إلى القاهرة مشيًا على الأقدام مع فريق الجوالة لتأييد الضباط الأحرار، وحمل مع رفاقه شكاوي المواطنين من مختلف المناطق التي مروا عليها، حتى عسكروا في ميدان عابدين.
التقى حينها بالرئيس جمال عبدالناصر وحصل منه على توقيع ظل يحتفظ به حتى وفاته.
بعد تخرجه في كلية الآداب، بقسم اللغة الإنجليزية، عمل معلمًا بمدرسة الرشاد الإعدادية وأسس فيها المسرح المدرسي، كما كان مشرفًا على النشاط المسرحي ومن تلامذته آنذاك الفنان يونس شلبي، كذلك وقع نظره على الضيف أحمد.
أجاد لغات أثناء عمله في التربية والتعليم وهي الإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية.
قدم عروضًا مسرحية أثناء عمله بمسرح العرائس عدة منذ عام 1964، على رأسها «الليلة الكبيرة» التي صنع فيها 3 عرائس بنفسه، بجانب «حمار شهاب الدين» و«قيراط حورية»، واستمر عمله فيه لمدة 4 سنوات، وكان من زملائه الفنانون محمد فريد ومصطفى متولي وعهدي صادق.
سافر إلى السويد لدراسة فن العرائس، وعندما عاد إلى مصر عمل بمسرح الطليعة.
على مسرح الطليعة قدم العديد من العروض منها «مولد الملك معروف» و«عنترة وأبوزيد» و «يوم قتل الزعيم» و«القاهرة 80» و«الست هدى» و«العسل عسل والبصل بصل» للمخرج سمير العصفوري، و«الغول» للمخرج أحمد زكي، بينما على مستوى القطاع الخاص شارك في «العالمة باشا» و«ألابندة» و«مولد يا دنيا».
أثناء عرضه لمسرحية «المخططين»، قال إن يوسف إدريس كان يكرهه، ولكنه حضر العرض في مرة من المرات وظل يضحك، وأخبره أنه لو كان يعلم أنه سيقدم الشخصية بهذه الطريقة لكتبها بشكل مختلف.
قد عدد من الأعمال السينمائية والدرامية، ولكنها قليلة مقارنة بما عرض عليها، وقال عن ذلك إن الخطأ كان عنده، حيث كان يكره العمل في أي مجال إلا المسرح، ويغضب من السينما لأنها تبعده عن المسرح.
أثار غضب الفنان عادل إمام لأكثر من مرة أولها عندما عرض عليه الزعيم المشاركة في مسرحية «الواد سيد الشغال» بدلًا من عثمان عبدالمنعم وقال له عادل إن عقد عثمان انتهى، ولكنه رفض عندما اكتشف أن عقده لم ينته.
المرة الثانية كانت عندما عرض عليه الزعيم أن يشاركه العمل في مسرحية «بودي جارد»، فرفض عقل، ورفض أيضا المشاركة في فيلم «الجردل والكنكة»، بسبب صغر دوره.
الفنان أحمد عقل قال إن أي فنان يتمنى العمل مع الزعيم ولكنه لا يتراجع عن قناعاته من أجل أي شخص.
ابن الفنان الراحل أكد أن خلاف الزعيم ووالده انتهى عندما قام الأول بزيارته في المستشفى أثناء مرضه، واقترح عليه أن يشاركه فيلم «السفارة في العمارة»، فوافق.
رحل الفنان أحمد عقل فى 25 فبراير 2008، إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية، لتنتهى حياة فنان قدّم للسينما كل تلك الأعمال المميزة التى ظلت محفوظة فى ذاكرة السينما ووجدان المشاهدين.