وصيــ ــة حسين الشربيني لابنته قبل رحيـــله بخــــط يده.. وكلمة مؤثــ ـرة لإمام المسجد قبل الصلاة عليه
برزت موهـــبة الفنان حسين الشربيني، في المرحلة الجامعية، الأمر الذي دفـــع المشرف الفني بالكلية إلى دفعـــه لدراسة الفنون المسرحية، وهو ما فعله ليتخرج من كليـــة الآداب عام 1958، ويحصل على بكالوريـــــوس الفنون المسرحية عام 1960.
كان حلم حسين الشربيني، هو العمل في مهنة التدريس، إلا أنه فوجـــئ بقرار تعيينه في هيئة السكك الحديدية بمدينة أسيوط بصعيد مصر، وهو ما دفعه لترك العمل بعد 11 يومًا من تسلمه له، وليعود إلى القاهرة حيث التحـــق بالعمل صحافيـــًـا في جريدة “الجمهورية”، ثم مذيعًـــا بالتلفزيون المصري عند افتتاحه مطلع الستينات.
حسين الشربيني له أعمال سينمائية وتليفزيونية ومسرحية تتعـــدى الـ 400 عمل، ولكن أشهرها وأبرزها والتي يتذكرها الجميع هي، “جرى الوحوش” و”الأفوكاتو” و”الهلفوت” و”الذئـــاب” و”الهــ ـاربة إلى الجحــ ــيم” و”أبو كرتونة” وغيرها من الأعمال المميزة التي أثرت في تاريخ السينما المصرية.
وللفنان حسين الشربيني ابنتين هما نهى وسهى، وكشفت الأولى عن وصية تركها لهاوالدها بخط يده كتب فيها “ابنتي العزيزة نهى، تمنياتي لك بالسعادة والنجاح دائما، وأن تكوني الأولى دائما في المدرسة، وفي البيت وفي العمل لما تكبري إن شاء الله، وأشوفك عروسة جميلة متعلمة ومثقفـــة، وأهم حاجة في الدنيا كلها الأخلاق، فهي أغــــلى من العلم وأجمل من الجمال، وربنا يوفقـــك في دراستك وفي حياتك”.
و تعـــرض حسين الشربيني، في نهاية حياته لكســــر في مفصـــل قدمــه اليسرى عقـــب اختــلال توازنــه أثناء الوضوء في مسجد رابعــة العــدويةعام 2002، ولذلك كان يقضـــى أيامه الأخيرة مع زوجته وابنتيه، والتفــــرغ للصلاة والعبادة، وبعد مرور خمس سنوات توفى في شهر رمضان أثناء جلوسه على مائدة الإفطار مع أسرته بعد أن تناول بعض التمرات وشرب بعض الماء.
وتوفي حسين الشربيني أثناء جلوسه مع زوجته وابنتيه نهى وسهى على مائدة الإفطار في رمضان، حيث تناول عدداً من التمـــرات، وبعدها ارتـــشف 3 أكواب من الماء، ليرحل عن عالمنا عن عمر يناهز الـ 72 عامًا.
وتم تشييـــع جثـــمان الفنان الراحل من مسجد رابعة العدوية بعد صلاة العصر، وتجمع المشيـــعون، يتقدمهم إمام المسجد، الذي وقف ينظم الصفـــوف، ويكرر عليهم طريقة صلاة الجنــــازة على من حضر من أموات المسلمين، و بعد دقائق تقدم جثــمان حسين الشربيني .
وقبل أن يبدأ الإمام التكبيرة الأولى للصلاة، التفــــت للمصلين وقال لهم: “أيها الأحبة من أمة محمد.. دعوني أقول لكم قبل الصلاة، أن أخوكم هذا الذي حضر قبل قليل، محمــــولاً على الأعنــــاق، داخل هذا النعش، كان هنا في هذا المكان، عصر يوم أمس، تحمله أقدامه، ويجلس يقرأ القرآن الكريم من بعد صلاة العصر وحتى قبل أذان المغرب بقليل، ودمــــوعه تتـــساقط بشـــدة.. وجســــده يرتجـــف بعنـــف.. واليوم بعد مرور 24 ساعة، عاد لنفس المكان، لا ليقرأ القرآن، ولا لتتساقط دموعه، ولا ليرتــــجف جســـــده، لكنه جاء لنقرأ نحن القرآن الكريم، ونصلى صلاة الجنــ ـــازة عليه.. ونــــودعه إلى مثواه الأخير.. ثم قال الإمام بعدما اتخــــذ وضـــع الصلاة: “استقيــــموا يرحمكم – ويرحمه – الله”!.