تميز الفنان الراحل نجاح الموجي، بأدائه في أدواره الفنية والتي تميزت بطابع الكوميديا وعلى الرغم من عدم تقديمه أدوار بطولة واكتفــــائه بالأدوار الثانية إلا أنها كانت تعد من علامات السينما المصرية المميزة.
الفنان نجاح الموجي، بعد رسوبه في كلية التجارة وفصله منها تقم للمعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن لم يتم قبوله فالتحق بعد ذلك بمعهد الخدمة الاجتماعية، وعمل خلال دراسته في مهنة غريبة وهي العمل في شركات الســـجائر كمتـــذوق للســـجائر وإبـــداء ملاحـــظاته عليها.
في ذلك الوقت قرأ إعلان أن فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، بحاجة إلى وجوه جديدة فتقدم إليهم وبالفعل تم قبــوله وشارك في مسرحية “فندق الأشــــغال الشـــاقة” سنة 1969 ثم عمل عدت مسرحيات ولكن أدوار صغيرة جدا فترك الفرقة وأخذ يتنقل بين الفرق المسرحية، حتى عرض عليه العمل في مسرحية اسمها “عيل وغلط” ولكن فشـــل فشــــلا ذريـــعا فيها لدرجة أن المسرحية لم تعرض سوي 25 يوما وكان في كل يوم يبـــكي.
اضطر إلى العودة مرة أخري إلى فرقة ثلاثي أضواء المسرح فقدم اعتـــذاره لهم ولكن جورج سيدهم وسمير غانم استقبلوه بود وحب وقالوا له أنت تعجـــلت في قرار تـــرك الفـــرقة، وعمل معهم في مسرحية “المتزوجون” التي كانت نقطة التحــــول في مسيرته الفنية يقول بعد نجاح المسرحية تملـــكه الغرور فأصبح يرفـــض الأدوار الثانوية وكان يرغب في دور البطولة فجلس أربعة سنوات في بيته لا يجد عمل حتى عرض عليه سهرة تلفيزيونيه وكان أجره فيها 4 جنيهات فوافق حيث كان لا يجد أي أموال وبعد انتهاء السهرة وعندما أعطوه الأربعة جنيهات شعر بالحزن فدمعت عيناه ورفض أن يأخذ المال وتركـــهم وانصـــرف.
بعد ذلك قرر قبول أي دور مهما كان صغيرا فبدأ في قبول الأعمال المعـــروضة عليه وانهالت عليه الأعمال حتى أنه عمل فيلم “أيام الغضــــب” مع نور الشريف فحصل علي جائزة أحسن ممثل من مهرجان دمشــق الدولي ثم عمل فيلم “الحـــريف” مع عادل إمام وغيرها فقدم أكثر من 200 فيلم و 40 مسرحية.
في احدي مسرحياته سخر من الفنانين خلال العمل بشكل كوميدي وكان من ضمن من سخر منهم الفنانة أنـغام، التي قال عنها “ألغـ ــام” وعندما علمت رفعت عليه قضية فصـــدر ضــده حكم بالحبــــس 3 شهور توسط الكثيرين من الفنانين حتى تتنازل ولكنها صممـــت علي حبسه وبالفعل دخل السجن لمدة 15 يوما حتى عمل استشكال علي الحكم وخـــرج بـــراءة.
وفي مسرحية “مولد سيـــدي المــ ــرعب” مع الفنانة رانيا فريد شوقي وبعد انتهاء العرض وبعد عودته إلى البيت فجر الجمعة يوم 25 سبتمبر 1998 شعر بألم شديد في قلبه فأخذ في الصـــراخ بصوت عال وقال لابنته “أنا بموت يا آيتن، سامحني يا رب”، فاتصلت بسيارة الإســـعاف فقالوا لها السيارة لا تعمل فاتصلت بسيارة أخري فقالوا لها إن الســـائق غير موجود فخرجت تهـــرول في الشارع فوجدت بيت طبيب فأيقـــظته وعرفته علي نفسها فذهب معها مســرعا وعندما دخلوا علي نجاح الموجي كان قد لفظ أنفـــاسه الأخيرة.
في جنـــازته لم يشيـــعه سوي رانيا فريد شوقي، وأحمد بدير والسيد راضي وسناء يونس، وصلوا عليه في مسجد رابعة صلاة الجمعة ثم صلاة الجـــنازة وقد صلي عليه أكثر من 2000 شخص حتى اكتـــظت الطـــرقات بالمصلين مما دعا الشـــرطة لتنظيم حركة المرور إثر الازدحـــام الكبير.