كشفت الفنانة الراحلة ليلى مراد، تفاصيـــل أول لقاء جمعـــها بالموسيقار محمد عبدالوهاب، وكان ذلك في منزل والدها بعدما دعـــــاه للعشاء في منزله، وهو ما وصفـــته بأقســ ــى ليلة في حيــــاتها.
وقالت ليلى مراد، في حوار قديم لها مع مجلة “الكـــواكب”: “ذات يوم جاء والدي إلى المــنزل وهو مشـ ــغول الفــ ــكر والخــ ــاطر، وقال لي إن عنـــدنا هذه الليلة ضيوف على أعظم جانب من الأهمــــية والخطـ ـــورة، ونصـــح لي بأن أجـــري “بروفــ ــات” لأغنيــــاتي مع أحد العــ ــارفين حتى يتسنى لي أن أحفظ هذه الاغنيات جيدا”.
وأضافت: “أفصـــح لي والدي قليلا عن حقيــــقة هؤلاء الضــــيوف، فقال إنهم من الموسيقيين القـــادرين على أن يكشـــفوا عن عيــ ــوب المطربين الدقيقة، ثم ابتسم مكملًا: “إن مستقــــبلك الفني سيتــحدد الليلة، إما أن تكوني مطربة أمام الناس وأمام الميكروفون فقط وإما..، وتركــ ــني ومن وراءه ابتسامة غامضــ ــة، واستعد أهل البيت لمائدة حافلة بألوان الطعام وأعددت نفسي لهذه اللحــــظة، وإن كنت أعرف حينها من هم أولئك الضيوف”.
وتابعت: “وفي المساء حضر الضيوف وعرفت من بينهم محمد عبدالوهاب فقد كنت أرى صورة تنتشر في المجلات، ولكن قد التقــ ــيت به بعد، وقدمنــ ــي والدي إلى الضـــيوف وهم محمد عبدالوهاب، والدكتور بطرس بيضا صاحب شركة بيضــافون، وصديق ثالث لهما لا اذكر اسمه، وبعد أن تناولوا العشاء قال لي محمد عبدالوهاب: “أنا سمعت إن صوتك كويس.. صحيح بتغني؟”، ولم أجبه على سؤاله هذا، بل التفـــت إلى اثنين من العـــازفين كان قد أحضـــرهما والدي للعشاء، وغنيت أغنية مشهورة لعبدالوهاب هي “ياما بنيت قصر من الأماني”، وكان هذا اللـــحن من أحب ألحان عبدالوهاب إلى نفسي”.
واستطردت: “لاحظــــت على عبدالوهاب الطرب وأنا أغني فقد أديت اللحـــن كما يتمنى هو أن تـــؤديه مطربة، لو أنه أعطاه لها، وبعد أن انتهيت من الغناء صاح عبدالوهاب: “دي حاجة عظيـــمة خالص”، وقال الدكتور بيضا: “طيب.. نتكلم مع بعض بقا”، واقترب منهما والدي وبدأ الحديث بينهم في همـــس، ثم قال لي والدي أنه اتفق على تسجـــيل اسطــــوانات لأغنياتي وعلى بطولة فيلم أقـــوم بها أمام عبدالوهاب”.