استعادت الفنانة سامية جمال، تفاصيل معاناتها مع ولدها، والمعاملة السيئة التي كان يعاملها بها هو وزوجته.
وقالت سمية جمال في حوار نادر لها لمجلة “الكواكب”: “حلمت ذات يوم بأنني ألبس بدلة رقص ، وكأنني أرقص في الفضاء، ورحت أنزل ببطء ورويدا رويدا، ومن حولي نجوم تتهادى للأسفل، تحاوطني وترقص معي وتلف حولي، وفجأة بدأت النجوم تتحول إلى أطفال صغار غاية في الجمال، وانفتح أمامي نور عظيم يهديني للطريق، وراحت الناس تحيط بي من كل جانب، والكثيرين يصفقون لي، ورأيت صورة أمي من بعيد كأنها تراني وتفرح لي، كانت تبتسم وتشجعني وملامحها مرسومة عليها ابتسامة كبيرة، وكانت شفتاها تقول بصوت اسمعه واضحا: “سوف تشقين طريقك يا ابنتي إلى النجاح”.
وأضافت: “سمعت دعوات أمي وهي في طريقها للسماء، وحين استيقظت من نومي في الصباح قمت ووقفت أمام المرآة وكان هناك نغم ينبعث من المقهى المجاور لبيتنا، وراحت النغمات تحاوطني، ورحت أرقص وأرقص”.
ولكن يحدث ما يفسد اللحظة على سامية جمال فقد دخل والدها الحجرة فجأة وفوجئت به أمامها وصــــرخ بقوة وجن جنونه وهو يمسك بها: “أترقصين يا مجـ ــرمة”، وانهال علي ضــ ــربًا، واشتركت امرأته معه في هذه المهمة، ولم تمض لحظات حتى احتشد أهل البيت حولها يساهمون في هذا العمل الجليل الذي بدأه والدها وزوجته.
وتابعت: “ولم يكتفوا بذلك، بل أمسك والدي بالمقـــص وجز شعــــري الطويل الذي كنت أعتز به كل الاعتزاز، حتى حلــــق نصف رأسي تمامًا، وأوشك أن يستمر لولا تدخل أخي الأكبر، والذي رحم دمـــوعي فجعل يتوسل إلى أبي ليكتفي بهذا القدر من التعــ ــذيب، فتركني برأس نصفه يعلوه الشعر ونصفه الآخر محلوق تمامًا”.
واستطردت: “لم تتوقف زوجة أبي ولكنها كانت تعلم أنني لا أخرج للحارة، ومن يومها وهي تحاول أن ترسلني لشراء طلبات البيت، وكنت أنظر في المرآة وأبكـــي، كيف أخرج إلى الحارة بهذا الشكل المشــــوه، وكيف تكون شمــــاتة البنات والجيران اللواتي كن يعلمن أنني أجمل منهن، وربطت رأسي بمنديل حتى استطعت أن أخفي معالم شعري تمامًا، وما كدت أخرج إلى الحارة حتى رأيت العيون كلها تحيط بي، وكانت المفاجأة أنهن اعتقدن أنني أضع المنديل بهذا الشكل للدلال، فأصبح المنديل موضة في كل الحارة”.