لا تملك عندما تراه وتظهر صورته على الشاشة إلا أن تضحك وتتذكر ضحكته الصاخبة المميزة التي تتناسب مع طول قامته ونبرة صوته الغير مكررة وأدائه الفظيع المختلف الذى يأخذك لشخصيته في فيلم بطل من ورق مدير البنك وهو يردد اجرى يا عبده العربية هتنفجر ثم يضحك ثم يقول بطريقة لا يستطع أحد غيره قولها “خدت الشر وراحت”.
إنه سيادة اللواء في النمر والأنثى وصاحب النصيب الأكبر في الأعمال مع الزعيم عادل امام منها “بوبوس ومرجان أحمد مرجان والواد سيد الشغال والإرهاب والكباب ” بخلاف دوره العبقرى “لبيب شطا”في أنا وأنت وبابا في المشمش نجم الكوميديا والتراجيديا القدير الراحل يوسف داود الذي نحتفل اليوم بذكرى ميلاده حيث ولد في 10 مارس عام 1933 وترصد البوابة أبرز المحطات في حياته.
ولد الشهير بالغطريف في السيرة الهلالية يوسف داود في 10 مارس عام 1933 ب”سيوف شماعة في محافظة الإسكندرية واسمه بالكامل يوسف جرجس صليب, تخرج في كلية الهندسة قسم الكهرباء عام 1960، وعمل مهندسًا في البداية ولكن بعد ذلك تفرغ للفن.
نجح في تقديم العديد من الأدوار الكوميدية وقد تعددت أعماله بين الدراما التلفزيونية والسينما والمسرح لتصل إلى أكثر من مائة عمل اما بدايته فكانت في مسرحية “زقاق المدق”.
ذاعت شهرته في المجال الكوميدي ولقب بمهندس الضحك ومن أهم المسرحيات التى شارك فىها “الواد سيد الشغال، الزعيم، بودي جارد ”
اما الدراما التليفزيونيه فترك بصمته فيها من خلال “أنا وأنت وبابا في المشمش، حكايات زوج معاصر، يوميات ونيس، تامر وشوقية و”السوق” و”كسبنا القضية” و”الدش والمش” ورياح الشرق وحكايات زوج معاصر وجحا المصري وخليةا على الله.
قدم يوسف داود العديد من الأفلام الناجحة والتى لها رصيدا كبيرا لدى الجمهور منها أفلام “كراكون في الشارع، النمر والأنثى، السادة الرجال، اﻹرهاب والكباب، سيداتي آنساتي، أمير الظلام، عسل أسود، عمارة يعقوبيان” وزوج تحت الطلب وسمك لبن تمر هندي وبطل من ورق والتحدي وكابوريا والملك لله وحنفي الأبهة والشيطانة التي أحبتني والذل واقتل مراتي ولك تحياتي وخلي بالك من عزوز واللقاء الدامي والفضيحة والإرهاب والكباب والكنز وأرض الأحلام، الظالم والمظلوم ولولاكي والحقيقة اسمها سالم وفرقة بنات وبس وعليه العوض وإتفرج يا سلام (فيلم) صعيدي رايح جاي و55 اسعاف وفيلم هندي وزكي شان والحاسة السابعة وظرف طارق وكده رضا وحسن ومرقص.
ترك يوسف داود عدد من الإفيهات الخاصة به من ضمنها تقديمه شخصية عبد المنعم الجبلاوى مع الزعيم عادل إمام في مسرحية “الواد سيد الشغال”، حيث كانت بمثابة نقطة مهمة في مشواره الفنى، وأيضا الإيفيه الذى قدمه في مسرحية “الزعيم” مع عادل إمام، في مشهد مع الفنان أحمد راتب ورجاء الجداوى حيث قال “أمى الله يرحمها كانت دايما بتقولى نهايتك سودة يازمباوى” ولا ننسى إفيهه في فيلم الشيطانة التى أحبتنى “أنا اللواء مهذب رئيس مباحث أفريقيا وكأس العالم”.
كانت معظم أعمال الراحل مع الزعيم عادل إمام، فقد قدم معه دورا كوميديا مميزا في فيلم “حنفى الأبهة” في دور والد زوجة الضابط فاروق الفيشاوى، والذى يستولى عادل إمام مسجل الخطر على مبلغ مالى منه هو وزوجته من أجل تحرير ابنتهما من أيدى العصابة.
وكان له دور كوميدى في فيلم “أمير الظلام” مع الفنان عادل إمام، حيث ظهر في دور مدير دار المكفوفين، الذى لا يهتم بأحوالهم ودائم الخلاف مع الجنرال عادل إمام بطل حرب أكتوبر، ويحاول الاثنان الانتقام من بعضهما، كما شاركه أيضا في فيلم “النمر والأنثى” ومرجان أحمد مرجان وبوبوس وغيرها.
لم تقتصر علاقة داود بالزعيم على المشاركة في الأعمال الفنية فقط بل روت “دينا” ابنه داود في لقاء تليفزيونى ان علاقة والدها والفنان الكبير عادل إمام كانت قوية للغاية، وكانا يجتمعان معًا بالإسكندرية من أجل لعب “الطاولة” في الصباح والذهاب للمسرح بالمساء.
وقد كشفت دينا أن والدها كان مُهندس كهرباء، وأحيانًا كان يقوم ببعض الأعمال الخاصة بالهندسة الكهربائية، في أثناء عمله بالمجال الفني، مشيرة إلى أنه ساعد عادل إمام في الفيلا الخاصة به بمنطقة العجمي.
وأوضحت ان صوته العالي الذي اشتهر به في أدواره، أثَّر عليهم في المنزل قائلة: “صوته في المنزل كان عالى جدا هو بصراحة “طرشنا “كلنا، ومعرفناش نعالجه، هو مش بيزعق بس هو صوته كده”.
كما أشارت إلى كون والدها ظل بالخدمة العسكرية 7 سنوات بسبب الحرب، ورغم كونه مسيحي الديانة، إلا أنه ألقى خطبة الجمعة أثناء مدة الخدمة الخاصة به فقد كان يشتهر بأسلوبه المميز في الإلقاء، ولم يكن كثيرون يعلمون بكونه مسيحيا، وفي ذلك اليوم، طُلب منه أن يستعد لإلقاء الخطبة، وبالفعل اعتمد داود على قراءاته الكثيرة في الدين الإسلامي، وشرع في إلقاء الخطبة حتى شاهده القائد وكشف عن كونه مسيحيا وعاقبه على ما فعل.
وتحدثت دينا، عن تعبه في عام 2004، حينما علم بمعاناته من فشل كلوي، وكان يجري غسيلا 3 مرات في الأسبوع، ورغم ذلك كان يتحامل على نفسه ويشارك في تصوير الأعمال السينمائية إلى أن رحل في 24 يونيو 2012 بعد مدة طويل مع المـ ر ض عن عمر ناهز 74 عامًا.
