عانى الفنان المصري محمد فوزي قبل وفاته من مرض نادر حيّر أطباء العالم، والذي أدى إلى وفاته في 20 أكتوبر عام 1966.
مرض فوزي النادر كان أشد فتكا من السرطان، حيث أنه تسبب في خسارة وزنه بشكل كبير جدا، فقد كان وزنه قبل المرض حوالي 90 كيلو، ولكن مع المرض أصبح لا يتجاوز 37 كيلو، وهو وزن طفل في السابعة من العمر.
محمد فوزي لم يستسلم لمرضه، وسافر إلى ألمانيا ولندن وأمريكا وغيرهم من الدول ليبحث عن دواء لمرضه الغريب، ولكن الأطباء احتاروا في تشخيص مرضه، حتى أنه أطلق على مرضه في ذلك الوقت «مرض فوزي».
ومع شعور الفنان المصري بأن نهايته اقتربت أثناء تلقيه العلاج في ألمانيا، قام بكتابة رسالة وداع إلى جمهوره.
فوزي قال في رسالته: “منذ أكثر من سنة تقريبًا وأنا أشكو من ألم حاد في جسمي لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم والبعض يقول إنه نتيجة عملية الحالب التي أجريت لي، كل هذا يحدث والألم يزداد شيئا فشيئا، وبدأ النوم يطير من عيني واحتار الأطباء في تشخيص هذا المرض”.
وأضاف: “كل هذا وأنا أحاول إخفاء آلامي عن الأصدقاء إلى أن استبد بي المرض ولم أستطع القيام من الفراش وبدأ وزني ينقص، وفقدت فعلا حوالي 12 كيلو جرامًا، وانسدت نفسي عن الأكل حتى الحقن المسكنة التي كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم بدأ جسمي يأخذ عليها وأصبحت لا تؤثر فيّ، وبدأ الأهل والأصدقاء يشعروني بآلامي وضعفي وأنا حاسس أني أذوب كالشمعة”.
وتابع: “إن الموت علينا حق إذا لم نمت اليوم سنموت غدًا، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب ولكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسي وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلي، تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي”.
الفنان المصري اختتم رسالته، بقوله: “لا أريد أن أُدفن اليوم، أريد أن تكون جنازتي غدًا الساعة 11 صباحًا من ميدان التحرير، فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة”.
وبالفعل توفي محمد فوزي توفى في نفس اليوم الذي كتب فيه رسالته وهو يوم الخميس 20 أكتوبر 1966، عن عمر ناهز الـ 48 عامًا.