كشف الكاتب الصحفي محمود مطر، تفاصيل تعارف الفنانة الراحلة سعاد حسني، مع زوجها الأخير ماهر عواد، والذي رحلت وهي على ذمته، وذلك في كتاب صدر عن دار بتانه للنشر والتوزيع يحمل اسم “سعاد حسني.. القاهرة لندن السنوات الأخيرة”.
بداية تعارف السندريلا، وماهر عواد، وذلك بعدما كتب في مشروع تخرجه من المعهد العالي للسينما سيناريو فيلم “حق عرب” الذي انجزه خريجو المعهد وأخرجه المخرج الموهوب زميل ماهر في المعهد المصري من أصل صيني هان يان، وهو ينتمي لعالة صينية جاءت إلى مصر في الأربعينيات واستقرت بها وأنشأت مجموعة مطاعم صينية في مصر، وكان هان الذي كان زملاؤه ينادونه باسم هاني يصل على المركز الأول كل عام على دفعته وكان مشروع مخرج عبقري لكنه تفرغ بعد ذلك لإدارة مطاعم عائلته.. وكان السيناريو الذي كتبه ماهر لافتا جدا.. وتحدث كثيرون من أهل السينما عن سيناريست واعد اسمه ماهر عواد ووصل الكلام عن الفيلم إلى سعاد حسني فشاهدته وأبدت إعجابها بكتابته أمام كثير من أصدقائها ومنهم المخرج محمد شبل الذي نقل إعجاب سعاد حسني بموهبته إلى ماهر عواد الذي كان حريصا على التواصل التليفوني مع سعاد ثم حدث اللقاء و الاتفاق على فيلم يكتبه ماهر لسعاد.
وكان فيلم “الدرجة الثالثة”، الذي لم ينجح جماهيريا رغم تميزه و تجاوزه الفني لكنه نجح في الجمع بين قلبي النجمة الاستثنائية وكاتب السيناريو المبدع الموهوب وتم الزواج في يونيو عام 1987 وعاش ماهر وسعاد زوجين متحابين تربطهما قصة حب ويربطهما طبع واحد وأحاسيس متقاربة وحب للعـــزلة والوحـــدة ولمدة أربعة عشر عاما استمر زواج سعاد وماهر .
وكان ماهر يعمل، في وكالة أنباء الشرق الأوسط، وأثناء ذلك التحق بمعهد السينما قسم السيناريو الذي أصبح عشقه السينمائي الأول وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للسينما بتفوق.. وكان ماهر يسهر في شيفت عمله بالوكالة طوال الليل ثم يذهب إلى معهد السينما صباحا.
بعد زواجه من سعاد حسني، طلب إجازة وحين ذهب لإنهاء إجراءات فوجئ بالموظف المسئول يخبره أن مصطفى نجيب رئيس مجلس إدارة ورئيس التحرير، يريد مقابلته ودخل ماهر إلى مكتب نجيب الذي استقبله بفتور وسأله عن أسباب تجديد الأجازة ثم قال له بطريقة غريبة : أظن انك الآن مش محتاج الوكالة ولا الصحافة .. في تلميح صارخ إلى زواجه من السندريلا وأنه أصبح ثريا بعد زواجه من فنانة شهيرة وأسقط في يد ماهر عواد وهو إنسان حساس يشبه في إحساسه ونبله وشفافيته زوجته سعاد.. وعلى الفور أخذ ماهر ورقة بيضاء وكتب استقالته من وكالة أنباء الشرق الأوسط .. وفي الحقيقة فإن التفسير الوحيد لهذا التصرف هو ذلك الإحساس الإنساني النبيل الذي يضحي صاحبه بمستقبله من أجل كلمة جارحة للكرامة.
وفي آخر أربع سنوات من الزواج وتحديدا في الفترة من يوليو 1997 إلى 21 يونيو 2001 تاريخ رحيل سعاد كانت الاتصالات التليفونية المتواصلة هي همزة الوصل بين سعاد وماهر .. كان ماهر حريصا على تلبية كل ما تطلبه منه السندريلا التي تعيش بعيدا عنه.. كان حريصا على أن تصل المبالغ التي خصصتها سعاد للإنفاق على بعض الأسر إلى أصحابها .. على شراء بوكيهات الورود التي كانت سعاد ترسلها إلى صديقاتها في الوسط الفني في عيد الحب .. وهو تقليد حـــرصت السندريلا عليه وهي تواصل فترة العـــلاج في لندن.