عانى الفنان الراحل فريد الأطرش، من التنــ ـمر في صغره، وذلك خلال فترة نشأته في قرية “القـريا” في جبل العرب جنوب سوريا، حيث أنه من أن عائلته تعد من كبار العائلات المـــوحدين الدروز والتي عرفت بمحــ ــاربتها للاحتــ ــلال الفـــ ــرنسي وقتها.
والدة فريد الأطرش، الأميرة عالية هي لبنانية هــــربت الأم بأطفالها نحو لبنان أولًا، إلى أن جاءت إلى مصر وطلبــت اللجــــوء لها ولأطفالها الثلاثة، فؤاد، فريد، آمال.
عاش فريد الأطرش، في القاهرة في حجــرتين صغيــرتين مع والدته، إلى أن ألحقـــته بإحدى المدارس الفـــرنسية لكنها اضطــــرت إلى تغيير اسم عائلته كي يمكنه دخول المدرسة، وكان هذا الاسم هو “كوسا”.
كان اسم “كوسا” يضايق فريد الأطرش، وكان شقيقه في صباح كل يوم يسرع للـــدفاع عنه وسط مداعبـــات الطلبة الثقيــــلة، قال في مذكراته: “اعتدت في كل مساء أن أتوجه إلى البيت وأغـــرق في وصـــلة من البكاء الحـــاد، وكانت والدتي تعرف كيف تعيــدني إلى صـــوابي، كانت تمــد يدها إلى العود لتعزف وتغني، وأصبحت بدوري أمد يدي إلى العود وأغني”.
وكان الأطفال يتحـــلقون حــوله، ويزيدون في دعــــاباتهم الثقيـــلة، وينادونه باسم جميع أصنـــاف الخضـار، وكانت الـــدماء تغـــلي في عــ ــروقه، وكان يصـ ــرخ وسط كل هذه المـــداعبات ويقول “أنا ابن عائلة الأطرش التي تحـ ـــارب الفـ ــــرنسيين”.
لكن في اللحظات الأخيرة من اعتـــرافه أنه ابن عائلة الأطرش، كان يتـــذكر والدته، فكان يسكت على مضـــض، ويبقى الحقيقة في فمه لا يستطيع النطق بها من أجل والدته، كي لا يزيد أحــ ــزانها.