قدم الفنان عبدالحليم حافظ، فيلم “أبي فوق الشجرة”، والذي كان يعد أخر أفلامه السينمائية والذي ظهر فيه بشكل مختلف تمامًا عما عهده جمهوره عليه.
وخلال تصوير أحد مشاهد الفيلم قـــرر المخرج حسين كمال، أن يظهر عبدالحليم حافظ في أغنية “قاضى البلاج”، وهو مـــرتديًا الشـــورت ويبقى النصف العلوي له عـــ ــاريًا، ككل المـــوديلز والمجــــاميع التي كانت حاضـــرة، ويقوم بتصـــوير الأغنية من حوله على شاطئ الإسكندرية.
ولكن عبدالحليم، تــ ـــألم كثيرًا بسبب ذلك، وفى لحظـــة التصوير، طلب منه المخرج أن يخلـــ ــع ملابسه فرفــــ ــض، وانفـ ــــرد المخرج به وطلب منه تفسيرًا، فلأول مرة يــــرفض حليم طلبًا ضــ ـــروريًا لأحد المشاهد.
كان خلــ ـــع الملابس ضــــروريًا، أن يظهر بطل الفيلم في مشـــهد استعــ ــراض على البحر بملابسه، ولكن المخرج ألــح كمال لمعرفة السبب الحقيقـــي، الذي كان مفاجـــئًا بالنسبة له.
فرد عبدالحليم بحـــزن: حالتي الجســــدية لا تســـمح بتصوير المشهد عــ ــاريًا في هذه الحالة، وكشف عن صدره، قائلًا: تحب المنظر ده يبان، وزالت دهشــــة حسين كمال فورًا.. وكان جسد حليم أشبه بخــ ــرقة ممــ ـــزقة، جــ ـــروح وخــ ــدوش ونــ ـــدبات في كل أنحـــاء صــــدره بأثــر المشـــ ــارط الجـ ـــراحية، جـــ ــراحات وعـــــلاج سنوات طويلة يتـــرك أثرًا على جســده الهــ ــزيل، خاصة مع أزمــ ــاته المرضـ ـــيه منذ صغره.
وافق حسين كمال، وسمح بارتــــداء حليم قميـــصًا صيفيًا خفيفًا يدارى بعضًا من جسد حليم الجــــريح، حتى انتهى من الفيلم وكان على موعد مع الانتقــــال إلى المستشفى الذي مــــات فيه في لندن عن عمر ٤٧ عامًا.