على شاشة السينما والتليفزيون، دائمًا ما تكون هناك وجوه مألوفة للمشاهدين، ومعروفة إلى حد كبير، مع اختفاء تام للاسم.. فنانون أجادوا وأبدعوا في الأدوارالثانوية كانوا معروفين بـ”الشكل” فقط، ويعدون من أشهر “كومبارسات” الفن، الذين نجحوا في ارتباط الجمهور بهم، ومع ذلك لم تحتل أسماؤهم أفيشات الأفلام، أو تترات المسلسلات.

من بين هؤلاء الفنان عبدالحميد زكي، الذي رحل في بداية السبعينيات من القرن الماضي، أحد أشهر من جسّد الأدوار الثانوية بالسينما، كان فنانًا بدرجة مبدع، شارك في العديد من الأفلام، حيث جسد شخصيات “الشرير، الحرامي، المعلم، الجزار، الفكهاني”.

ولد عبدالحميد زكي، 10 ديسمبر من عام 1899، عشق فن التمثيل منذ صغره، ومن أجله تخلى عن الدراسة ولم يحظَ بالتعليم، ليسبح هائمًا في بحور الفن بحثًا عن النجومية والشهرة، ووفقًا لهذه الفترة الزمنية تكون البداية من المسارح، وتنقل بين عدد من الفرق المسرحية منها مع نجيب الريحاني، علي الكسار.

على خشبة المسرح، لمع الفنان عبدالحميد زكي، وكان من أشهر المضحكين في هذه الفترة، ورغم تمتعه بحس الفكاهة على خشبة المسرح، إلا أن صناع السينما، كان لهم رأيًا آخر ولم يلتفتوا إلى أنه يمكن لهذا الوجه الذي تتميز ملامح بالصرامة، أن يكون كوميديانًا، وتم حصره في أدوار غالبيتها خارجة عن القانون، ونجح في إجادة فن التشخيص، وتجسيد الأدوار بشكل لافت للنظر.

كان للفنان عبدالحميد زكي، تجربة وحيدة في الإخراج من خلال فيلم “أنا الشرق” عام 1956، بطولة النجمة العالمية كلود جودار، جميل راتب، حسين رياض، جورج أبيض، سعد أردش، توفيق الدقن، قصة محمد سليمان، وأغاني الفيلم حملت بصمات الشاعر بيرم التونسي.

شارك عبدالحميد زكي، في أكثر من 170 عملا فنيا ما بين سينما ومسرح وإذاعة، ومن الأفلام التي شارك فيها، “ريا وسكينة” مع أنور وجدي وسميرة أحمد، حيث جسد شخصية المعلم قللي ملك المدبح، وفيلم “قلبي دليلي” و “عنبر”، مع ليلى مراد، أنور وجدي، حيث كان أحد أفراد العصابة الشهيرة، بخلاف أفلام “ألمظ وعبده الحامولي، الأزواج والصيف، شاطئ الأسرار، الطريق المسدود، قلوب العذاري، حب ودموع، وكر الملذات، كابتن مصر، حياة أو مو ت، ابن للإيجار، الحرمان، لحن حبي.

ومع الفنان إسماعيل ياسين، قدم عبدالحميد زكي، عددا من الأفلام منها “إسماعيل ياسين بوليس حربي، إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، زوج للإيجار، كيلو 99، بنت البلد، العمر واحد، إنسان غلبان، حرام عليك، حظك هذا الأسبوع، إديني عقلك، الهوا مالوش دوا، قدم الخير، البنات شربات، ليلة الدخلة”.

على الرغم من أن معظم الأدوار التي قدمها كانت أدوار ثانوية الا أن تلك الادوار كانت تتركة بضمة دائما فالفنان ليس بالدور الذي يقدمه كبطل أو مساعد بطل لا على الاطلاق وإنما يقاس نجاح الفنان بكيفية تادية دوره على الوجه المثل وبعد تلك المسيرة الحافلة بالنجازات رحل الفنان عبد الحميد زكي عن عالمنا في مايو 1970.