شهد حي الحسين بالقاهرة العديد من السهرات الفنية التي كانت تضم كبار نجوم الزمن الجميل، كما كانت أداة ليلتقي الموهوبين بالنجوم لاكتشافهم، كما شهدت الكثير من المواقف الطريفة والغـــريبة.
وكشفت مجلة “الكواكب”، في عدد قديم صدر لها عام 1956 تحت عنوان ” ذكريات من الحي اللاتينـــي” تفاصيل ما حدث مع الفنان أنور وجدي في بدايته، حيث كان تلميذا للفنان الكبير يوسف وهبي وعمل بفرقة رمسيس بعد عدة محاولات.
كان أنور وجدي، شديد الطاعة والخــــوف من يوسف بك وهبي، حتى أنه كان إذا تعــــرض للانتقـــ ــاد منه أثناء البروفات الفنية كان لا يتمــــالك دمــــوعه ويبكـــــي خـــ ــوفاً من أن يقرر الاستغنـــــاء عنه.
وكان أنور وجدي من شــــدة خــــوفه من يوسف وهبي لا يجــــرؤ على التــــدخين أمامه، وذات ليلة كان يسهر مع بعض أصدقائه على أحد المقاهي في حي الحسين، وراح يــــدخن سيجـــــارة تلو أخرى من علبة سجـــائر صديقه، وأراد أحد هؤلاء الأصدقاء مداعبتــــه، فصــــاح قائلاً : “إلحق يا أنور يوسف بك جاي”، فارتبــــك أنور وجدي ولم يعرف كيف يتصرف ، وبسرعة دون أن يشعـــر أخفى السيجارة في جيبه وهي مشتعلة حتى لا يراه أستاذه وهو يدخــــن، وشاءت الأقدار أن تكون في جيبه علبه كبريت، مما أدى إلى اشتعال النيران في ثيابه، ولولا أنه أدرك المـــوقف بسرعة وخلع الجاكــــت وألقاه بعيداً لكان احتــــرق، وخسر أنور وجدي يومها جاكته الوحيد وكان يمكن أن يخسر حيــــاته بسبب خوفــــه واحترامه لأستاذه.