اعتزلت الراقصة الراحل تحية كاريوكا الفن في السنوات الأخيرة من عمرها، وابتعدت عن الوسط الفني، وحرصت على أداء فريضة الحج.
وأثناء أداء تحية كاريوكا لمناسك الحج لمحت الشيخ محمد متولي الشعراوي، فحاولت الوصول إليه بين الزحام حتى استطاعت، وعرفته بنفسها حيث كان شكلها قد تغير بعد ارتدائها الحجاب.
الشعراوي قال لها مداعبا: “لو كنت تعرفت عليكِ كنت أتيت إليك رأسًا وليس رقصًا”، ودعا لها بالهداية والاستجابة لدعائها، واتفقا على أن تتصل به كلما احتاجت إلى المشورة والنصيحة.
وبالفعل توطدت العلاقة بين تحية كاريوكا والشيخ الشعراوي وأصبحت على المستوى العائلي، فقد كانت تزوره وتطلب منه النصح في الكثير من أمورها.
وفي صباح أحد الأيام فوجئت تحية بطفلة رضيعة ملفوفة وملقاة على الأرض أمام باب منزلها، فطلبت من الشعراوي المشورة، فأشار عليها بأن تأخذها وتقوم على تربيتها عسى أن تفتح لها باب التوبة والمغفرة عند الله، قائلا لها: “خذيها فهذه عطية من الله لكِ”.
تحية كاريوكا عملت بمشورته وأخذت وأطلقت عليها اسم “عطية”، وقرب رحيلها عهدت بتربيتها إلى الفنانة فيفي عبده، وهذا ما حدث ومازالت “عطية” إلى الآن في رعاية فيفي عبده.
الزوج الأخير في حياة تحية كاريوكا كان الفنان فايز حلاوة، الذي تزوج عليها من أخرى وهي الاعلامية فريال صالح، ولم يكتف بذلك، بل طرد تحية من شقتها، ولم تجد مأوى لها سوى شقة خصصتها لها إحدى الأميرات الكويتيات بسعي من الفنانة الراحلة فاتن حمامة.
تحية استنجدت بالشيخ الشعراوي فأمر أحد المحامين برفع دعوى قضائية لتمكينها من الشقة، ولكنه فوجئ برد كاريوكا قائلة: “طليقي رجل كبير في السن وليس له مأوى آخر، وحرام يتبهدل وهو في أواخر أيامه هو وزوجته وابنته”، ورفضت أن يستمر الشعراوي في إجراءاته القانونية.
الشعراوي بكى من موقف تحية، وقال لها: “أبكيتيني يا تحية وأصبحت أغار منك”، فقالت له: “تغار مني أنا يا مولانا”، فرد قائلا: “نعم بدأتي يبقى ليك قصور في الجنة يا تحية”.