قال عمر شلبي، نجل الفنان الراحل يونس شلبي، إن والده تزوج وهو في سن كبير وكان عمره 45 عامًا، وكان ذلك عام 1986.
وأضاف خلال حوار صحفي: “والدي كان مرتبطًــــًا جدًا بوالدته وكان يبحث عن زوجة تستــــوعب علاقتـــه بأمه ومكنش يقـــدر يبعد عنها، وبالفعل كانت تعيش معنا ولم تفارقه حتى وفاتها، واشترى لها شقة أمام شقتنا حتى يكون لها خصوصيتـــها وفى نفس الوقت تكون قريبة منه، وكانت أمي تعاملها كوالدتها وكان يمر عليها كل يوم وكانت كل طلباتـــها أوامر”.
وأضاف: “كانت وفاة والدته أكبر صـ ـــدمة في حياته وأكثر لحظة حَــ ــزن فيها، وأثرت وفاتها على صحته، وقتها قال جملة لن أنساها، قال شرايين جسمي كلها مـــاتت بعد موت أمي، وكانت حقيقة رأيتها بنفسي، لأن أبى أصـــيب بكمية جلطـــات كبيرة جدا بعد وفاة والدته في الساق والقلب والمخ، وعمل جراحـــة قلـــب مفتـــوح، وكانت المرة الوحيدة رأيته يبكــي فيها بشكل هيتســـيري”.
وتابع: “كان والدي يعرض مسرحية كوميدية في الإسكندرية يشارك فيها صديقه الفنان مظهر أبو النجا، وتوفت والدته الصبح، ورغم الصدمة والحالة التي كان فيها أبى لكنه ذهب للعرض بالليل لأن الناس كانت حاجـــزة والصالة كومبــــليت، وبعد العرض أعلن مظهر أبو النجا للجمهور وفاة والدته فلم يتمالك أبى نفسه على المسرح وبكى بكـــاء هستيـــريا، وكان قبلها بلحظات يضحــــك الناس قبل غلــــق الستار وكان هذا أكثر موقف أحزنه في الدنيا، وبعدها تمـــكن المرض منه بشكل غير طبيعي، وكانت بداية المرض بإصـــابته بجلطــــة وشـــلل نصـــفي”.
واستطرد: “شخصية والدي تغيـــرت بعد المرض، أصبح عصبـــي ولا يتحدث كثيرا وأصيـــب بأكثر من جلطـــة على المخ والقلب والساق، وأصبحت دمـــوعه قريبة جدا وكل ما يشوف إخواته يبكي، لكنه كان في عز تعبه بيخرج وينزل ويصلى في المسجد ومعاملته لم تتغير معنا طول الوقت”.
وأضاف: “أبويا ظل يعانـــي من المـــرض لمدة 11 عامًـا قبل وفاته واتعـــالج في السعودية ولندن ومصر، وكنت أذهب معه أماكن التصوير، وكان آخر عمل حضرته معه أثناء تصوير المشهد الذي جمعه بالزعيم عادل إمام والفنان الكبير سعيد صالح في فيلم أمير الظـــلام بالصــالة المغطــاة بالنادي الأهلي”.
تذكر الابن تفاصيل وفاة والده قائلا: كان يوم جمعة ونزل أبويا يصلى في المسجد وبعد عودته جلس على السرير، وأثناء حديثه مع والدتي سقــط وأغمـــى عليه ونقلناه للمستشفى وعرفنا أنه أصيب بجلطـــة كبيرة في المخ، ودخل في غيبـــوبة لمدة أكثر من أسبوعين وتوقف قلبه مرتين، وقبل وفاته بيوم فتح عينيه ونظر لنا ولم يتكلم، وفى يوم 12 نوفمبر عام 2017 صحيت من النوم على غير العادة الساعة 10 صباحا وفجأة تليفونات البيت كلها رنت في وقت واحد، وشعـــرت بالرعـــب وتسمـــرت مكاني ولم أرد حتى استيقظ خالي ورد على التليفون ومن تعبيرات وجهه عرفت أن أبي مات، وقلت البقاء لله وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وأكمل: بعد الوفاة مباشرة سافرنا بسرعة لإتمام الدفن بالمنصــورة، لذلك لم يحضر الجنازة أي من الفنانين، لأنهم لم يلحقـــوا بها، وعملنا عزاء كبيرا في المنصورة حضره المحافظ، وبعد عودتنا عملنا عزاء كبيرا في القاهرة حضره كل فنانين مصر ووزير الشباب والرياضة ومندوب الرئاسة.