“تركت عملها بالتلفزيون من أجل الفن”.. سهير سامي فنانة ناقشت قضايا قهر المرأة على شاشات السينما
بعض فنانات السينما المصرية يسجل لهن أنهن تركن مجال تخصصهن أو وظائفهن الناجحة للالتحاق بركب الفن السينمائي من أجل هدف معين غير الشهرة والمال والنجومية.
من هؤلاء الفنانة سهير سامي التي تركت عملها بالتلفزيون المصري كمذيعة ناجحة ومقدمة برامج منوعات لتدخل السينما بغية تجسيد أدوار من تلك المتعلقة بقضايا المرأة وهمومها ومظالمها في المجتمع المصري.
وقد نجحت في ذلك من خلال الأفلام السينمائية الخمسة التي قدمتها في الفترة من نهايات الستينات وحتى منتصف السبعينات.
ولدت سهير سامي في القاهرة في 16 فبراير سنة 1940، ودرست التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة التي تخرجت منها في العام 1961، لتعمل بعد ذلك في التلفزيون المصري ضمن أوائل من إلتحقن بهذا الجهاز الجماهيري فور تدشينة في مصر عام 1960.
أما الذي أخذ بيدها وشجعها على اقتحام العمل السينمائي، من بعد تقديمها مسلسلاً إذاعيًا وحيدًا بعنوان «صراع مع الحب» مع صلاح ذوالفقار وفاطمة مظهر وكمال يس، فهو المخرج حسين حلمي المهندس.
لقد آمنت فنانتنا بحقوق بنات جنسها المهظومة، وضرورة الدفاع عنهن من خلال الفن السابع، فلم تقدم خلال مسيرتها القصيرة إلا الأعمال التي تؤكد على تلك المعاني، من خلال أدوار لئن كانت ثانوية وذات مساحات قصيرة إلا أنها كانت في الوقت نفسه مؤثرة ولها وقع.
فمثلا نجدها في فيلمها الأول، وهو الفيلم الرومانسي «حواء على الطريق» الذي أخرجه لها المخرج حسين حلمي المهندس في عام 1968 ومثلته أمام ماجدة الصباحي ورشدي أباظة، تؤدي دور «حكمت» رئيسة جمعية نسائية هدفها تحقيق المساواة بين المرأة والرجل، خصوصا وأن قصة الفيلم تدور حول تحكم الزوج خالد (رشدي أباظة) بزوجته منى (ماجدة) بعد أن أوهمها قبل الزواج بأنه رجل متحرر، ليتضح لمنى بعد زواجها أن خالد ليس سوى زوج أناني متسلط.
وفي فيلمها الثاني «ميرامار» قصة نجيب محفوظ وإخراج كمال الشيخ، والذي تم إنتاجه في عام 1969 وقفت سهير سامي أمام شادية ويوسف شعبان ويوسف وهبي وعماد حمدي وأبوبكر عزت ونادية الجندي لتؤدي دور المدرسة «علية» التي تحاول مساعدة الفلاحة زهرة (شادية) على محو أميتها كي تبدأ حياة جديدة ناجحة وتنجو مما يخطط له الذئاب الطامعون في جسدها مثل بطل الفيلم سرحان البحيري (يوسف شعبان) عضو اللجنة السياسية للاتحاد الاشتراكي الذي يدعي الطهر والنزاهة بينما يعيش في الواقع على عرق الراقصة صفية (نادية الجندي) وفي الوقت نفسه يحاول نصب شباكه حول خادمة البانسيون زهرة.
وفي فيلمها الثالث شبه الكوميدي «عريس بنت الوزير» المنتج عام 1970 من إخراج نيازي مصطفى وبطولة شويكار وفؤاد المهندس، أدت دور «كاميليا» زوجة سفير الشيشان في القاهرة كاظم بك (إلياس سلامة)، حيث تعمل على منع استغلال المرأة في تحقيق مصالح مادية.
أما فيلمها الأخير وهو «أريد حلاً» من إخراج سعيد مرزوق وبطولة فاتن حمامة ورشدي أباطة، والذي تم عرضه في دور السينما المصرية في نهاية مارس 1975، فقد ظهرت فيه كداعمةٍ لقانون أحوال شخصية جديد يلغي قانون جلب الزوجة لبيت الطاعة بقوة البوليس، حيث صور الفيلم باقتدار معاناة الزوجة درية عزمي (فاتن حمامة) مع زوجها السفير مدحت سيف النصر (رشدي أباظة) بعد أن استحالت العشرة بينهما ولجأ الأخير إلى المحاكم كي يستعيدها بالقوة الجبرية.