قبل وفاة الفنان فريد الأطرش بأيام قليلة، زاره كابوس في منامه جعله يتنبأ باقتراب مفارقته الحياة.
ففي أحد الأيام، نام فريد الأطرش مبكرا بعد يوم مرهق، ونام نومًا عميقًا، فزاره كابوس مرعب، حيث حلم بأن والدته المتوفية السيدة علياء المنذر ترتدي زي أسود وتبكي عليه، وبالقرب منها تقف شقيقتها السيدة طرب بالحجاب الأسود وتشاركها البكاء.
فريد استيقظ من نومه مذعورًا، وروى الكابوس لصديقته دنيز جبور، وهو يحاول أن يطمئن نفسه، قائلا: “لكن أمي لم تأخذني إليها”.
فحاولت صديقته تهدئته، بقولها: “متخافش يا فريد، كلنا نحلم، لكن لا شيء يتحقق من أحلامنا، يبدو ان أمك تطلب الرحمة، فصلّ لها”، لكن فريد ظل متشائمًا، وقال لها: “تعالِ نسافر.. أريد أن أعود لبيتي”.
وفي الطائرة، التي كانت تنقله من لندن لتعيده إلى بيته في بيروت، ظل يردد عبارة واحدة فقط: “يا رب وصلني إلى بيتي.. ارحمني ولا تدعني أمت في الطائرة”.
وجلست دنيز بجواره تجفف دموعها، وتشاركه الدعاء في سرها، خاصة أنه يعيش ذروة مرضه، وقالت له مبتسمة: “طول عمرك تدعو ربك ألا يميتك في طائرة أو سيارة أو في الشارع، فلا تخف، إن الله يحب الذين يسبحونه بأصواتهم الجميلة”.
فريد رفض أن ينام طوال رحلته حتى وصل بيته في بيروت، وما إن وصل وجد خطيبته سلوى القدسي، وهناك شعر بأزمة قلبية وتضخم القلب والكبد فانتقل إلى المستشفى، ورحل هناك.