تحل اليوم الذكري الأولى لرحيل السيناريست الكبير وحيد حامد الذي جمعته أعمال كثيرة ناجحة مع العديد من النجوم في مقدمتهم عادل إمام و أحمد زكي.
وكانت هناك علاقة وطيدة بين وحيد حامد والزعيم وتعاونا معا في أعمال كثيرة .
نجاحات مع الزعيم:
استطاع الكاتب الراحل وحيد حامد، تحقيق نجاح باهر مع الزعيم عادل إمام جعلهما يكونان توأمة فنية بارعة تثقل الفن العربي بكل جرأة وواقعية حصدت الكثير من الجوائز الفنية محليل وعالميا كما أنها حققت نجاحا جماهيريا كبيرا في قلوب وعقول المشاهدين وبدا ذلك جليا من خلال أعمالهما الفنية منذ 1976 وكان أولها مسلسل أحلام الفتي الطائر.
توالت الأعمال بمجموعة أفلام: «انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط، الإنسان يعيش مرة واحدة، الغول، والهلفوت»، وغيرها.
ومع بداية فترة التسعينيات كون حامد والزعيم مع المخرج شريف عرفة ثالوث الإبداع فأنتجت تلك الشراكة 5 أفلام كان من أهمها فيلم «اللعب مع الكبار، المنسي، الإرهاب والكباب، طيور الظلام، النوم في العسل» عام 1996.
كما قدم فيلم «عمارة يعقوبيان» عام 2006 مع الزعيم عادل إمام والراحل نور الشريف ومجموعة كبيرة من الفنانين، والمأخوذ عن رواية للراحل «علاء الأسواني» وكان إخراج ابنه مروان حامد.
خلافات مع الزعيم :
روى “وحيد حامد” خلال أحد حواراته مع صحيفة “الأحرار” عام ١٩٩٨، قائلاً: “خلافى مع عادل إمام بسبب مشهد مسروق من (الإرهاب والكباب)، شعرت بأن هناك مشهدًا من فيلم (الإرهاب والكباب) الذى قمت بتأليفه منقولًا بالمسطرة لفيلم آخر لعادل كان قد كتبه مؤلف غيرى”.
فى عام ٢٠٠٩، روى المؤلف وحيد حامد أن الزعيم خاض تجارب سينمائية ضعيفة لا تليق به مثل “بوبوس، حسن ومرقص، مرجان أحمد مرجان”، وكان يحاول أن يداوى هزائمه فى سوق السينما، وشبَّاك التذاكر بالعمل مع مؤلفين ومخرجين جدد، فبدأ يستعين بعمرو عرفة ونادر صلاح الدين لفيلم “زهايمر”، ما جعل “وحيد” يرسل إليه فيلمًا جديدًا كى ينقذه من النهاية المأساوية لأى فنان كبير، ولكنه رفضه وأعاده إليه، ما جعله يتأكَّد أنهما لن يجتمعا في أي عمل مجددًا.
يقول وحيد حامد إنه عرض بطولة فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة” على الزعيم عادل إمام، لكنه رفض فأعطاها إلى النجم أحمد زكى، مشيرًا إلى أنه لم يكن يثور حينها من رفض عادل بعض السيناريوهات لسببين، أنه يجد بدائل مثل أحمد زكى ونور الشريف ليقوما بالبطولة، والثانى أنه يرفض بحجة عدم ملاءمة الورق له، ويطلب فيلمًا آخر
غياب عن الجنازة:
وتغيب الزعيم عادل إمام عن المشاركة في تشييع جثمان الكاتب الكبير وحيد حامد خوفًا من إصابته بفيروس كورونا نظرًا لحالته الصحية، وأناب عنه نجله المخرج رامي إمام، فيما اكتفى بنعيه من خلال نشره صورة له رفقة الكاتب الراحل عبر حسابه الشخصي على موقع تبادل الصور و الفيديوهات “إنستجرام” وعلق عليها قائلًا: اليوم فقدت صديقي وأخي وحبيبي ورفيقي وحيد حامد.. خسارة كبيرة للفن المصري والعربي.. الله يرحمك يا وحيد ويدخلك فسيح جناته”، معرباً عن حزنه الشديد بفقدانه واحدًا من أقرب أصدقائه داخل الوسط الفني.
وحيد حامد واحمد زكي:
كثيرًا من الصدف جمعت بين السيناريست الراحل وحيد حامد والنمر الأسود أحمد زكي، حيث كانا من مواليد الزقازيق، ودرسوا في نفس المدرسة “الشبارة” الإعدادية، وأحبوا القراءة والفن والسينما، ثم قدموا مجموعة من الأعمال السياسية والاجتماعية معًا مثل فيلم “البريء، أضحك الصورة تطلع حلوة، التخشيبة، معالي الوزير”.
معًا في كل شيء يا أحمد.. الفرح والحزن.. الضيق والفرج.. الانطلاقة والفرج.. الحب بكل معانيه».. هذه كلمات من خطاب أرسله وحيد حامد، إلى صديقه أحمد زكي، خلال مشوارهما الفني الذي جمعهما على المستويين المهني والإنساني، وامتدت لصداقة طويلة فيما بينهما، حيث ظل النجم الأسمر محتفظًا بهذه الرسالة ضمن مقتنياته باعتبارها تذكار.
كان يردد وحيد حامد دائما، أنه عندما يتذكر أحمد زكي، يشعر بالحنين والحزن، ويعترف أنهما كثيرا ما اختلفا في وجهات النظر حول الأعمال الفنية، لكن هذا الاختلاف في العمل لم ينل من حبهما وصداقتهما المبنية على الوفاء والحب والاحترام.
الكوميديا كانت حاضرة دائما بين حامد وزكي، فعندما كانا يتعاونا مع بعضهما في عمل درامي، كانت تضم كواليسه كوميديا ومواقف مضحكة مختلفة وفريدة من نوعها، فقد كشف خطاب بين الثنائي خلافا فنيا لكنه معجون بروح المحبة والإخلاص والكوميديا أيضا، وقد كتبه السيناريست وحيد حامد، ويقول نصه:
“الأستاذ أحمد زكى
خالص تحياتي.. فيه إثنين كارهين بعض جدا، راجل وست، وما فيش حل غير الطلاق، بس مش قادرين علشان المدام حامل في الشهر السابع، بمجرد ما تولد بالسلامة كل واحد يعرف خلاصه..
العيل اللي عندنا اسمه “اضحك الصورة تطلع حلوة”.. عاوزين له ولادة طبيعية وليست قيصرية، مع كل الاعتزاز..
وحيد حامد”.